• خواندن
  • نمایش تاریخچه
  • ویرایش
 

أهمية الإرث

احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF



إنّ لأصل الوراثة والتوارث في نظر الشارع نوع امتياز ومزيد تشرّف حيث وصف سبحانه وتعالى ذاته المقدّسة بالوارث وجميع ما في السماوات والأرض بالميراث.




إنّ لأصل الوراثة والتوارث في نظر الشارع نوع امتياز ومزيد تشرّف
[۱] مفتاح الكرامة، ج۸، ص۴.
حيث وصف سبحانه وتعالى ذاته المقدّسة بالوارث، في قوله تعالى: «إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَ مَنْ عَلَيْهَا وَ إِلَيْنَا يُرْجَعُونَ».، وجميع ما في السماوات والأرض بالميراث، في قوله تعالى: «وَ لِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ».؛ لبقائه بعد فناء كلّ شي‏ء، فيرجع جميع ملك العباد إليه وحده لا شريك له. ثمّ أخبر عن نعمة الوراثة لأنبيائه عليهم السلام، وطلبهم من اللَّه تعالى ذلك، في قوله تعالى: «رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَ أَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ».، وإعطائه سبحانه كرامة لهم؛ لقوله تعالى إخباراً على لسان زكريّا عليه السلام: «فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا• يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَ اجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا»، وقوله تعالى: «وَ وَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ».
وجعل اللَّه تعالى التوارث قانوناً عاماً لكلّ الناس، في قوله تعالى: «وَ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَ الْأَقْرَبُونَ».، ولم يحرم منه إلّا من ليس له عزّة الإسلام والولاية وحرمة النفس وطيب الولادة. ثمّ اعتنى جلّ شأنه فضل اعتناء في تفصيل مسائله وبيان مقاديره بقدر لا يحتمل الزيادة والنقصان دون غيره كالصلاة والزكاة وغيرهما من العبادات التي ذكرها مجملة، وتولّى سبحانه بنفسه بيان نصب الورثة وأوصى بها حتى لا تسول للإنسان نفسه أن يزيد أو ينقص فيها في قوله تعالى: «يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ»، وقوله تعالى: «يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ»، وغيرهما من آيات المواريث.
وبعد أن بيّن تعالى شأنه نصيب كلّ وارث حذّر من يتعدّى حدوده سبحانه فقال: «تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ• وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها وَ لَهُ عَذابٌ مُهِينٌ».



وكذا جاء الحثّ والتحذير على لسان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حيث حذّر أصحابه من‏ ظهور الفتنة المقبلة والاختلاف الهادم لدينهم بعد قبضه صلى الله عليه وآله وسلم بإهمالهم الفرائض وتعدّيهم الحدود،

۲.۱ - رواية النبي صلى الله عليه وآله وسلم


فقد روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «تعلّموا القرآن وعلّموه الناس وتعلّموا الفرائض وعلّموها الناس، فإنّي امرؤٌ مقبوضٌ وسيقبض العلم وتظهر الفتن حتى يختلف الرجلان في فريضة ولا يجدان من يفصل بينهما». وفي رواية اخرى: «تعلّموا الفرائض وعلّموها الناس، فإنّها نصف العلم، وهو يُنسى، وهو أوّل شي‏ء ينتزع من امّتي».
[۱۱] السنن الكبرى (البيهقي)، ج۶، ص۲۰۸- ۲۰۹.


۲.۲ - رواية الإمام الصادق عليه السلام


وما روي عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «قال أمير المؤمنين عليه السلام:... يا أيّتها الامّة المتحيّرة بعد نبيّها لو كنتم قدّمتم من قدّم اللَّه، وأخّرتم من أخّر اللَّه، وجعلتم الولاية والوراثة حيث جعلها اللَّه ما عال وليّ اللَّه ولا عال سهم من فرائض اللَّه...». فتراه صلى الله عليه وآله وسلم كيف قرنه بالكتاب المجيد محذّراً بذهابه ليحرّك النفوس عليه ويبعث الهمم إليه، ثمّ لم يرض حتى جعله نصف العلم وإنّما هو باب من أبوابه وشعبة من شعبه؛ إعلاناً لشأنه وتنويهاً بمكانه ليحتفل به ويهتمّ بحفظه لشدّة غموضه وكثرة تشعّبه، مع مسيس الحاجة وقوّة الداعي فإنّه المال الذي يتهالكون فيه ويتنافسون في جمعه.
[۱۴] مفتاح الكرامة، ج۸، ص۴.



 
۱. مفتاح الكرامة، ج۸، ص۴.
۲. مريم/سورة ۱۹، الآية ۴۰.    
۳. آل عمران/سورة ۳، الآية ۱۸۰،.    
۴. الأنبياء/سورة ۲۱، الآية ۸۹،.    
۵. مريم/سورة ۱۹، الآية ۵، ۶.    
۶. النمل/سورة ۲۷، الآية ۱۶.    
۷. النساء/سورة ۴، الآية ۳۳،.    
۸. النساء/سورة ۴، الآية ۱۱.    
۹. النساء/سورة ۴، الآية ۱۷۶.    
۱۰. النساء/سورة ۴، الآية ۱۳، ۱۴.    
۱۱. السنن الكبرى (البيهقي)، ج۶، ص۲۰۸- ۲۰۹.
۱۲. الكافي، ج۷، ص۷۸، ح ۲.    
۱۳. الوسائل، ج۲۶، ص۷۸، ب ۷ من موجبات الإرث، ح ۵.    
۱۴. مفتاح الكرامة، ج۸، ص۴.




الموسوعة الفقهية، ج۹، ص۱۱- ۱۳.    



جعبه ابزار