• خواندن
  • نمایش تاریخچه
  • ویرایش
 

دعاء الإمام السجاد في وداع شهر رمضان

احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF



قال الإمام زين العابدين (عليه‌السّلام) في وداع شهر رمضان: اللّهُمَّ يا مَن لايَرغَبُ فِي الجَزاءِ، ويا مَن لايَندَمُ عَلَى العَطاءِ، ويا مَن لا يُكافِئُ عَبدَهُ عَلَى السَّواءِ، مِنَّتُكَ ابتِداءٌ، وعَفوُكَ تَفَضُّلٌ، وعُقوبَتُكَ عَدلٌ، وقَضاؤُكَ خِيَرَةٌ، إن أعطَيتَ لَم تَشُب عَطاءَكَ بِمَنٍّ، وإن مَنَعتَ لَم يَكُن مَنعُكَ تَعَدِّياً، تَشكُرُ مَن شَكَرَكَ وأنتَ ألهَمتَهُ شُكرَكَ، وتُكافِئُ مِن حَمدِكَ وأنتَ عَلَّمتَهُ حَمدَكَ.



الإمام زين العابدين (عليه‌السّلام): اللّهُمَّ يا مَن لايَرغَبُ فِي الجَزاءِ، ويا مَن لايَندَمُ عَلَى العَطاءِ، ويا مَن لا يُكافِئُ عَبدَهُ عَلَى السَّواءِ، مِنَّتُكَ ابتِداءٌ، وعَفوُكَ تَفَضُّلٌ، وعُقوبَتُكَ عَدلٌ، وقَضاؤُكَ خِيَرَةٌ، إن أعطَيتَ لَم تَشُب عَطاءَكَ بِمَنٍّ، وإن مَنَعتَ لَم يَكُن مَنعُكَ تَعَدِّياً، تَشكُرُ مَن شَكَرَكَ وأنتَ ألهَمتَهُ شُكرَكَ، وتُكافِئُ مِن حَمدِكَ وأنتَ عَلَّمتَهُ حَمدَكَ.
تَستُرُ عَلى مَن لَو شِئتَ فَضَحتَهُ، وتَجودُ عَلى مَن لَو شِئتَ مَنَعتَهُ، وكِلاهُما أهلٌ مِنكَ لِلفَضيحَةِ وَالمَنعِ، غَيرَ أنَّكَ بَنَيتَ أفعالَكَ عَلَى التَّفَضُّلِ، وأجرَيتَ قُدرَتَكَ عَلَى التَّجاوُزِ، وتَلَقَّيتَ مَن عَصاكَ بِالحِلمِ، وأمهَلتَ مَن قَصَدَ لِنَفسِهِ بِالظُّلمِ، تَستَنظِرُهُم بِأَناتِكَ إلَى الإِنابَةِ، وتَترُكُ مُعاجَلَتَهُم إلَى التَّوبَةِ لِكَيلا يَهلِكَ عَلَيكَ هالِكُهُم، ولايَشقى بِنِعمَتِكَ شَقِيُّهُم إلاّ عَن طولِ الإِعذارِ إلَيهِ، وبَعدَ تَرادُفِ الحُجَّةِ عَلَيهِ، كَرَماً مِن عَفوِكَ يا كَريمُ، وعائِدَةً (العائدة: التعطّف والإحسان. وعاد إليه بعائدة: أي تكرّم عليه بكرامة) مِن عَطفِكَ يا حَليمُ. أنتَ الَّذي فَتَحتَ لِعِبادِك باباً إلى عَفوِكَ وسَمَّيتَهُ التَّوبَةَ، وجَعَلتَ عَلى ذلِكَ البابِ دَليلاً مِن وَحيِكَ لِئَلاّ يَضِلّوا عَنهُ، فَقُلتَ تَبارَكَ اسمُك: «تُوبُواْ إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَ يُدْخِلَكُمْ جَنَّـتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَـرُ يَوْمَ لاَ يُخْزِى اللَّهُ النَّبِىَّ وَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمَـنِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَ اغْفِرْ لَنَآ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَىْ ءٍ قَدِيرٌ» فَما عُذرُ مَن أغفَلَ دُخولَ ذلِكَ المَنزِلِ بَعدَ فَتحِ البابِ، وإقامَةِ الدَّليلِ. وأنتَ الَّذي زِدتَ فِي السَّومِ (ساومت: غاليت، والسوم: ذكر الثمن) عَلى نَفسِكَ لِعِبادِكَ تُريدُ رِبحَهُم في مُتاجَرَتِهِم لَكَ، وفَوزَهُم بِالوِفادَةِ عَلَيكَ وَالزِّيادَةِ منِكَ، فَقُلتَ تَبارَكَ اسمُكَ وتَعالَيتَ: «مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَآءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا» وقلتَ: «مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَ لَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِى كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّاْئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَـعِفُ لِمَن يَشَآءُ» وقُلتَ: «مَّن ذَا الَّذِى يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضا حَسَنا فَيُضَـعِفَهُ لَهُ أَضْعَافا كَثِيرَةً» وما أنزَلتَ مِن نظائِرِهِنَّ فِي القُرآنِ مِن تَضاعيفِ الحَسَناتِ. وأنتَ الَّذي دَلَلتَهُم بِقَولِكَ مِن غَيبِكَ وتَرغيبِكَ الَّذي فيهِ حَظُّهُم عَلى ما لَو سَتَرتَهُ عَنهُم لَم تُدرِكهُ أبصارُهُم، ولَم تَعِهِ أسماعُهُم، ولَم تَلحَقهُ أوهامُهُم، فَقلتَ: اذكُروني أَذكُركُم وَاشكُرُوا لي ولا تَكفُرونِ وقُلتَ: «لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ» وقُلتَ: «ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ» فَسَمَّيتَ دُعاءَكَ عِبادَةً وتَركَهُ استِكباراً، وتَوَعَّدتَ عَلى تَركِهِ دُخولَ جَهَنَّمَ داخِرينَ، فَذَكَروكَ بِمَنِّكَ، وشَكَروكَ بِفَضلِكَ، ودَعَوكَ بِأَمرِكَ، وتَصَدَّقوا لَكَ طَلَباً لِمَزيدِكَ، وفيها كانَت نَجاتُهُم مِن غَضَبِكَ، وفَوزُهِم بِرِضاكَ. ولَو دَلَّ مَخلوقٌ مَخلوقاً مِن نَفسِهِ عَلى مِثلِ الَّذي دَلَلتَ عَلَيهِ عِبادَكَ مِنكَ، كانَ مَوصوفاً بِالإِحسانِ، ومَنعوتاً بِالاِمتِنانِ، ومَحموداً بِكُلِّ لِسانٍ، فَلَكَ الحَمدُ ما وُجِدَ في حَمدِكَ مَذهَبٌ، وما بَقِيَ لِلحَمدِ لَفظٌ تُحمَدُ بِهِ، ومَعنىً يَنصَرِفُ إلَيهِ، يا مَن تَحَمَّدَ إلى عِبادِهِ بِالإِحسانِ وَالفَضلِ، وغَمَرَهُم بِالمَنِّ وَالطَّولِ، ما أفشى فينا نِعمَتَكَ، وأسبَغَ عَلَينا مِنَّتَكَ، وأخَصَّنا بِبِرِّكَ، هَدَيتَنا لِدينِكَ الَّذِي اصطَفَيتَ، ومِلَّتِكَ الَّتِي ارتَضَيتَ، وسَبيلِكَ الَّذي سَهَّلتَ، وبَصَّرتَنَا الزُّلفَةَ لَدَيكَ، وَالوُصولَ إلى كَرامَتِكَ.
اللّهُمَّ وأنتَ جَعَلتَ مِن صَفايا تِلكَ الوَظائِفِ، وخَصائِصِ تِلكَ الفُروضِ شَهرَ رَمَضانَ الَّذي اختَصَصتَهُ مِن سائِرِ الشُّهورِ، وتَخَيَّرتَهُ مِن جَميعِ الأَزمِنَةِ وَالدُّهورِ، وآثَرتَهُ عَلى كُلِّ أوقاتِ السَّنَةِ بِما أنزَلتَ فيهِ مِنَ القُرآنِ وَالنّورِ، وضاعَفتَ فيهِ مِنَ الإِيمانِ، وفَرَضتَ فيهِ مِنَ الصِّيامِ، ورَغَّبتَ فيهِ مِنَ القِيامِ، وأجلَلتَ فيهِ مِن لَيلَةِ القَدرِ الَّتي هِيَ خَيرٌ مِن ألفِ شَهرٍ. ثُمَّ آثَرتَنا بِهِ عَلى سائِرِ الاُمَمِ، وَاصطَفَيتَنا بِفَضلِهِ دونَ أهلِ المِلَلِ، فَصُمنا بِأَمرِكَ نَهارَهُ، وُقمنا بِعَونِكَ لَيلَهُ مُتَعَرِّضينَ بِصِيامِهِ وقِيامِهِ لِما عَرَّضتَنا لَهُ مِن رَحمَتِكَ، وتَسَبَّبنا إلَيهِ مِن مَثوبَتِكَ. وأنتَ المَليءُ بِما رُغِبَ فيهِ إلَيكَ، الجَوادُ بِما سُئِلَت مِن فَضلِكَ، القَريبُ إلى مَن حاوَلَ قُربَكَ. وقَد أقامَ فينا هذَا الشَّهرُ مُقامَ حَمدٍ، وصَحِبَنا صُحبَةَ مَبرورٍ، وأربَحَنا أفضَلَ أرباحِ العالَمينَ، ثُمَّ قَد فارَقَنا عِندَ تَمامِ وَقتِهِ وانقِطاعِ مُدَّتِهِ، ووَفاءِ عَدَدِهِ، فَنَحنُ مُوَدِّعوهُ وَداعَ مَن عَزَّ فِراقُهُ عَلَينا، وغَمَّنا وأوحَشَنَا انصِرافُهُ عَنّا، ولَزِمَنا لَهُ الذِّمامُ المَحفوظُ وَالحُرمَةُ المَرعِيَّةُ، وَالحَقُّ المَقضِيُّ، فَنَحنُ قائِلونَ: السَّلامُ عَلَيكَ يا شَهرَ اللّه ِ الأَكبَرَ ويا عيدَ أولِيائِهِ. السَّلامُ عَلَيكَ يا أكرَمَ مَصحوبٍ مِنَ الأَوقاتِ، ويا خَيرَ شَهرٍ في الأَيّامِ وَالسّاعاتِ. السَّلامُ عَلَيكَ مِن شَهرٍ قَرُبَت فيهِ الآمالُ، ونُشِرَت فيهِ الأَعمالُ. السَّلامُ عَلَيكَ مِن قَرينٍ جَلَّ قَدرُهُ مَوجوداً، وأفجَعَ فَقدُهُ مَفقوداً ومَرجُوٍّ آلَمَ فِراقُهُ. السَّلامُ عَلَيكَ مِن أليفٍ آنَسَ مُقبِلاً فَسَرَّ، وأوحَشَ مُنقَضِياً فَمَضَّ. السَّلامُ عَلَيكَ مِن مُجاوِرٍ رَقَّت فيهِ القُلوبُ، وقَلَّت فيهِ الذُّنوبُ. السَّلامُ عَلَيكَ مِن ناصِرٍ أعانَ عَلَى الشَّيطانِ، وصاحِبٍ سَهَّلَ سُبَلَ الإِحسانِ.
السَّلامُ عَلَيكَ ما أكثَرَ عُتَقاءَ اللّه ِ فيكَ، وما أسعَدَ مَن رَعى حُرمَتَكَ بِكَ. السَّلامُ عَلَيكَ ما كانَ أمحاكَ لِلذُّنوبِ وأستَرَكَ لِأَنواعِ العُيوبِ. السَّلامُ عَلَيكَ ما كانَ أطولَكَ عَلَى المُجرِمينَ، وأهيَبَكَ في صُدورِ المُؤمِنينَ. السَّلامُ عَلَيكَ مِن شَهرٍ لا تُنافِسُهُ الأَياّمُ. السَّلامُ عَلَيكَ مِن شَهرٍ هُوَ مِن كُلِّ أمرٍ سَلامٌ. السَّلامُ عَلَيكَ غَيرَ كَريهِ المُصاحَبَةِ، ولا ذَميمِ المُلابَسَةِ (الملابَسَة: المخالطة). السَّلامُ عَلَيكَ كَما وَفَدتَ عَلَينا بِالبَرَكاتِ، وغَسَلتَ عَنّا دَنَسَ الخَطيئاتِ. السَّلامُ عَلَيكَ غَيرَ مُوَدِّعٍ بَرَما (بَرَماً: مصدر برم: إذا سئمه وملّه)، ولامَتروكٍ صِيامُهُ سَأَماً. السَّلامُ عَلَيكَ مِن مَطلوبٍ قَبلَ وَقتِهِ، ومَحزونٍ عَلَيهِ قَبلَ فَوتِهِ. السَّلامُ عَلَيكَ كَم مِن سوءٍ صُرِفَ بِكَ عَنّا، وكَم مِن خَيرٍ اُفيضَ بِكَ عَلَينا. السَّلامُ عَلَيكَ وعَلى لَيلَةِ القَدرِ الَّتي هِيَ خَيرٌ مِن ألفِ شَهرٍ. السَّلامُ عَلَيكَ ما كانَ أحرَصَنا بِالأَمسِ عَلَيكَ، وأشَدَّ شَوقَنا غَداً إلَيكَ. السَّلامُ عَلَيكَ وعَلى فَضلِكَ الَّذي حُرِمناهُ، وعَلى ماضٍ مِن بَرَكاتِكَ سُلِبناهُ. اللّهُمَّ إنّا أهلُ هذَا الشَّهرِ الَّذي شَرَّفتَنا بِهِ، ووَفَّقتَنا بِمَنِّكَ لَهُ، حينَ جَهِلَ الأَشقِياءُ وَقتَهُ، وحُرِموا لِشَقائِهِم فَضلَهُ. أنتَ وَلِيُّ ما آثَرتَنا بِهِ مِن مَعرِفَتِهِ، وهَدَيتَنا لَهُ مِن سُنَّتِهِ، وقَد تَوَلَّينا بِتَوفيقِكَ صِيامَهُ وقِيامَهُ عَلى تَقصيرٍ، وأدَّينا فيهِ قَليلاً مِن كَثيرٍ. اللّهُمَّ فَلَكَ الحَمدُ إقراراً بِالإِساءَةِ، وَاعتِرافاً بِالإِضاعَةِ، ولَكَ مِن قُلوبِنا عَقدُ النَّدَمِ، ومِن ألسِنَتِنا صِدقُ الاِعتِذارِ، فَأجُرنا عَلى ما أصابَنا فيهِ مِنَ التَّفريطِ، أجراً نَستَدرِكُ بِهِ الفَضلَ المَرغوبَ فيهِ، ونَعتاضُ بِهِ مِن أنواعِ الذُّخرِ المَحروصِ عَلَيهِ، وأوجِب لَنا عُذرَكَ عَلى ماقَصَّرنا فيهِ مِن حَقِّكَ، وابلُغ بِأَعمارِنا ما بَينَ أيدينا مِن شَهرِ رَمَضانَ المُقبِلِ، فَإِذا بَلَّغتَناهُ فَأَعِنّا عَلى تَناوُلِ ما أنتَ أهلُهُ مِنَ العِبادَةِ، وأدِّنا إلَى القِيامِ بِما يَستَحِقُّهُ مِنَ الطّاعَةِ، وأَجرِ لَنا مِن صالِحِ العَمَلِ ما يَكونُ دَرَكاً لِحَقِّكَ فِي الشَّهرَينِ مِن شُهورِ الدَّهرِ. اللّهُمَّ وما ألمَمنا (ألممنا: قاربنا. وقيل: اللَّمَمُ: مقاربة المعصية من غير إيقاع فعل. وقيل: هو من اللَّمَم: صغار الذنوب) بِهِ في شَهرِنا هذا مِن لَمَمٍ أو إثمٍ، أو واقَعنا فيهِ مِن ذَنبٍ، وَاكتَسَبنا فيهِ مِن خَطيئَةٍ عَلى تَعَمُّدٍ مِنّا، أو عَلى نِسيانٍ ظَلَمنا فيهِ أنفُسَنا، أوِ انتَهَكنا بِهِ حُرمَةً مِن غَيرِنا؛ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وَاستُرنا بِسِترِكَ، وَاعفُ عَنّا بِعَفوِكَ، ولا تَنصِبنا فيهِ لِأَعيُنِ الشّامِتينَ، ولاتَبسُط عَلَينا فيهِ ألسُنَ الطَّاغينَ، وَاستَعمِلنا بِما يَكونُ حِطَّةً وكَفّارَةً لِما أنكَرتَ مِنّا فيهِ، بِرَأفَتِكَ الَّتي لاتَنفَدُ وفَضلِكَ الَّذي لايَنقُصُ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وَاجبُر مُصيبَتَنا بِشَهرِنا، وبارِك لَنا في يَومِ عيدِنا وفِطرِنا، وَاجعَلهُ مِن خَيرِ يَومٍ مَرَّ عَلَينا، أجلَبِهِ لِعَفوٍ وأمحاهُ لِذَنبٍ، وَاغفِر لَنا ماخَفِيَ مِن ذُنوبِنا وما عَلَنَ. اللّهُمَّ اسلَخنا بِانسِلاخِ هذَا الشَّهرِ مِن خَطايانا، وأخرِجنا بِخُروجِهِ مِن سَيِّئاتِنا، وَاجعَلنا مِن أسعَدِ أهلِهِ بِهِ وأجزَلِهِم قِسماً فيهِ، وأوفَرِهِم حَظّاً مِنهُ. اللّهُمَّ ومَن رَعى (في مصباح المتهجّد: «رعى حرمة هذا الشهر»، وفي المصادر الاُخرى: «رعى حقّ هذا الشهر».) هذَا الشَّهرَ حَقَّ رِعايَتِهِ، وحَفِظَ حُرمَتَهُ حَقَّ حِفظِها، وقامَ بِحُدودِهِ حَقَّ قِيامِها، وَاتَّقى ذُنوبَهُ حَقَّ تُقاتِها، أو تَقَرَّبَ إلَيكَ بِقُربَةٍ أوجَبَت رِضاكَ لَهُ، وعَطَفَت رَحمَتَكَ عَلَيهِ، فَهَب لَنا مِثلَهُ مِن وُجدِكَ، وأعطِنا أضعافَهُ مِن فَضلِكَ، فَإِنَّ فَضلَكَ لايَغيضُ، وإنَّ خَزائِنَكَ لاتَنقُصُ بَل تَفيضُ، وإنَّ مَعادِنَ إحسانِكَ لاتَفنى، وإنَّ عَطاءَكَ لَلعَطاءُ المُهَنَّأُ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وَاكتُب لَنا مِثلَ اُجورِ مَن صامَهُ، أو تَعَبَّدَ لَكَ فيهِ إلى يَومِ القِيامَةِ. اللّهُمَّ إنّا نَتوبُ إلَيكَ في يَومِ فِطرِنَا الَّذي جَعَلتَهُ لِلمُؤمِنينَ عيداً وسُروراً، ولِأَهلِ مِلَّتِكَ مَجمَعاً ومُحتَشَداً مِن كُلِّ ذَنبٍ أذنَبناهُ، أو سوءٍ أسلَفناهُ، أو خاطِرِ شَرٍّ أضمَرناهُ، تَوبَةَ مَن لا يَنطَوي عَلى رُجوعٍ إلى ذَنبٍ، ولا يَعودُ بَعدَها في خَطيئَةٍ، تَوبَةً نَصوحاً خَلَصَت مِنَ الشَّكِ وَالاِرتِيابِ، فَتَقَبَّلها مِنّا وَارضَ عَنَّا وثَبِّتنا عَلَيها. اللّهُمَّ ارزُقنا خَوفَ عِقابِ الوَعيدِ، وشَوقَ ثَوابِ المَوعودِ، حَتّى نَجِدَ لَذَّةَ ما نَدعوكَ بِهِ وكَآبَةَ ما نَستجيرُكَ مِنهُ، وَاجعَلنا عِندَكَ مِنَ التَّوّابينَ الَّذينَ أوجَبتَ لَهُم مَحَبَّتَكَ، وقَبِلتَ مِنهُم مُراجَعَة طاعَتِكَ، يا أعدَلَ العادِلينَ. اللّهُمَّ تَجاوَز عَن آبائِنا واُمَّهاتِنا وأهلِ دينِنا جَميعاً مَن سَلَفَ مِنهُم ومَن غَبَرَ (غَبَرَ: بَقِي، والغابر: الباقي) إلى يَومِ القِيامَةِ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ نَبِيِّنا وآلِهِ كَما صَلَّيتَ عَلى مَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ، وصَلِّ عَلَيهِ وآلِهِ كَما صَلَّيتَ عَلى أنبِيائِكَ المُرسَلينَ، وصَلِّ عَلَيهِ وآلِهِ كَما صَلَّيتَ عَلى عِبادِكَ الصّالِحينَ، وأفضَلَ مِن ذلِكَ يا رَبَّ العالَمينَ، صَلاةً تَبلُغُنا بَرَكَتُها، ويَنالُنا نَفعُها، ويُستَجابُ لَها دُعاؤُنا، إنَّكَ أكرَمُ مَن رُغِبَ إلَيهِ، وأكفى مَن تُوُكِّلَ عَلَيهِ، وأعطى مَن سُئِلَ مِن فَضلِهِ، وأنتَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ.


۱. الطريحي، فخر الدين، مجمع البحرين، ج۳، ص۲۷۳.    
۲. التحریم/السورة۶۶، الآية۸.    
۳. ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، ج۱۲، ص۳۱۰.    
۴. الأنعام/السورة۶، الآية۱۶۰.    
۵. البقرة/السورة۲، الآية۲۶۱.    
۶. البقرة/السورة۲، الآية۲۴۵.    
۷. إبراهیم/السورة۱۴، الآية۷.    
۸. الغافر/السورة۴۰، الآية۶۰.    
۹. ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، ج۶، ص۲۰۳.    
۱۰. ابن الأثير، مجدالدين، النهاية في غريب الحديث والاثر، ج۱، ص۱۲۱.    
۱۱. ابن الأثير، مجدالدين، النهاية في غريب الحديث والاثر، ج۴، ص۲۷۲.    
۱۲. ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، ج۵، ص۳.    
۱۳. الإمام علي بن الحسين (عليهماالسلام)، الصحيفة السجادية، ص۱۹۲، الدعاء ۴۵.    
۱۴. الشيخ الطوسي، محمد بن الحسن، مصباح المتهجد، ص۶۴۲، ص۷۱۸.    



مراقبات شهر رمضان، المحمدي الري شهري، الشيخ محمد، ص۲۶۰-۲۶۶.    






جعبه ابزار