راعِنا (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
راعِنا :
(لا تَقُولُواْ راعِنَا) «راعنا» أي أمهلنا. و
اليهود حوّروا معنى هذه الكلمة لتكون من
«الرعونة» فتكون
راعنا بمعنى اجعلنا
رعنا، و اتخذوا ذلك وسيلة للسخرية من
النّبي و
المسلمين.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«راعِنا » نذكر أهمها في ما يلي:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَ قُولُواْ انظُرْنَا وَ اسْمَعُوا ْوَ لِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: أي بدلوا قول راعنا من قول
(انظرنا) ولئن لم تفعلوا ذلك كان ذلك منكم كفرا و للكافرين عذاب أليم ففيه نهى شديد عن قول راعنا و هذه كلمة ذكرتها آية أخرى و بينت معناها في الجملة و هي قوله تعالى
(من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه و يقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بالسنتهم و طعنا في الدين))
و منه يعلم ان اليهود كانت تريد بقولهم للنبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) راعنا نحوا من معنى قوله: اسمع غير مسمع.
و لذلك ورد النهي عن خطاب
رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بذلك. و حينئذ ينطبق على ما نقل: أن المسلمين كانوا يخاطبون النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بذلك إذا القى إليهم كلاما يقولون راعنا يا رسول الله ـ يريدون أمهلنا و انظرنا حتى نفهم ما تقول ـ و كانت اللفظة تفيد في لغة اليهود معنى الشتم فاغتنم اليهود ذلك فكانوا يخاطبون النبي(صلىاللهعليهوآلهوسلم) بذلك يظهرون التأدب معه و هم يريدون الشتم و معناه عندهم اسمع لا اسمعت فنزل: من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه و يقولون سمعنا و عصينا و اسمع غير مسمع و راعنا، الآية و نهى الله
المؤمنين عن الكلمة و أمرهم أن يقولوا ما في معناه و هو انظرنا فقال: لا تقولوا راعنا و تقولوا أنظرنا.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان:
(يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لاََ تَقُولُوا رََاعِنََا) كان المسلمون يقولون يا رسول الله راعنا أي استمع منا فحرفت اليهود هذه اللفظة فقالوا يا
محمد(صلىاللهعليهوآله) راعنا و هم يلحدون إلى الرعونة يريدون به النقيصة و الوقيعة فلما عوتبوا قالوا نقول كما يقول المسلمون فنهى
الله عن ذلك بقوله
(لاََ تَقُولُوا رََاعِنََا وَ قُولُوا اُنْظُرْنََا) و قال
قتادة إنها كلمة كانت تقولها اليهود على وجه الاستهزاء و قال
عطا هي كلمة كانت
الأنصار تقولها في
الجاهلية فنهوا عنها في
الإسلام و قال
السدي كان ذلك كلام يهودي بعينه يقال له
رفاعة بن زيد يريد بذلك الرعونة فنهي المسلمون عن ذلك و قال
الباقر (علیهالسلام) هذه الكلمة سب بالعبرانية إليه كانوا يذهبون و قيل كان معناه عندهم اسمع لا سمعت و روي عن
الحسن أنه كان يقرأ راعنا بالتنوين و هو شاذ لا يؤخذ به.
(مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلًا) قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: قوله
(وَ راعِنا) ثم ذكر أن هذا الفعال المذموم منهم لي بالألسن، و طعن في الدين.
قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان: قد ذكرنا معناه في
سورة البقرة و قيل أنه كان سبأ للنبي تواضعوا عليه و يقال كانوا يقولون استهزاء و سخرية و يقال أنهم كانوا يقولونه على وجه التجبر كما يقول القائل لغيره أنصت لكلامنا و تفهم عنا و إنما يكون هو من المراعاة التي هي المراقبة.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.