رَصَد (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
رَصَد :(وَ مِنْ خَلْفِهِ رَصَداً) «رصد» في الأصل مصدر، و يراد به الاستعداد للمراقبة من شيء، و يطلق على الاسم الفاعل و المفعول، و يستعمل في المفرد و الجمع، أي يطلق على المراقب و الحارس أو على المراقبين و الحرّس.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«رَصَد » نذكر أهمها في ما يلي:
(إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: و الراصد المراقب للأمر الحارس له، والرصد الراصد يطلق على الواحد و الجماعة و هو في الأصل مصدر، والمراد بما بين يدي
الرسول ما بينه و بين
الناس المرسل إليهم، و بما خلفه ما بينه وبين مصدر
الوحي الذي هو
الله سبحانه و قد اعتبر في هذا التصوير ما يوهمه معنى
الرسالة من امتداد متوهم يأخذ من
المرسل ـ اسم فاعل ـ و ينتهي إلى المرسل إليه يقطعه الرسول حتى ينتهي إلى المرسل إليه فيؤدي رسالته، و
الآية تصف طريق بلوغ
الغيب إلى الرسول و هو الرسالات التي توحي إليه كما يشير إلى ذلك قوله:
(لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ ) قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان:
(فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ رَصَداً) و الرصد الطريق أي يجعل له إلى علم ما كان قبله من
الأنبياء و السلف و علم ما يكون بعده طريقا و قيل معناه أنه يحفظ الذي يطلع عليه الرسول فيجعل من بين يديه و من خلفه رصدا من
الملائكة يحفظون الوحي من أن تسترقه
الشياطين فتلقيه إلى الكهنة و قيل رصدا من بين يدي الرسول و من خلفه و هم الحفظة من الملائكة يحرسونه عن شر الأعداء و كيدهم فلا يصل إليه شرهم و قيل المراد به
جبرائيل (ع) أي يجعل من بين يديه و من خلفه رصدا كالحجاب تعظيما لما يتحمله من الرسالة كما جرت عادة الملوك بأن يضموا إلى الرسول جماعة من خواصهم تشريفا له و هذا كما روي أن
سورة الأنعام نزلت و معها سبعون ألف ملك.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.