فضائل شهر رمضان
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
هذه ضيافة لا يرقى إلى إدراك قيمتها أحد سواه، ومن هنا قال اللّه (سبحانه وتعالى): «
الصَّومُ لي وَأنَا أجزي بِهِ»؛ إنّما المدعوّ لهذه الضيافة هي نفسك الّتي دعيت إلى منزل آخر وإلى أطعمة اُخرى روحيّة تتواءم مع
الروح ومهيأة من سنخها؛ لابدَّ أن تأتي شروط هذه الضيافة وآدابها متوائمة مع ضيافة
النفس، ولابدَّ أن يكون
الطعام والشراب فيها من سنخ ضيافة الروح، وأن يكون الهدف المرجوّ منها هو إيجاد التحوّل الروحي وتجديد الحياة المعنوية للإنسان وتقوية بنيته الروحية.إنّ الدعوة إلى
شهر رمضان دعوة إلى
الجنّة، وأطعمة هذه الضيافة من جنس أطعمة الجنّة، والاثنان هما مَضيفا اللّه، لكن اسم المَضيف هنا شهر رمضان، واسمه هناك غرف الجنان، هنا غيبٌ، وهناك مشاهدةٌ وعَيانٌ، هنا
تسبيحٌ وتهليل، وهناك عين
سلسبيل، وهنا نِعمٌ مستورة ومواهب مخزونة، وهناك: «فَـكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ • وَ لَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ».
قال
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) -عِندَ حُضورِ شَهرِ رَمَضانَ-: سُبحانَ اللّه ِ! ماذا يَستَقبِلُكُم!؟ وماذا تَستَقبِلونَ!؟-قالَها ثَلاثا-
.
عنه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): لَو يَعلَمُ العِبادُ ما في رَمَضانَ لَتَمَنَّت أن يَكونَ رَمَضانُ سَنَةً
.
عنه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): لا يَكونَنَّ
شَهرُ رَمَضانَ عِندَكُم كَغَيرِهِ مِنَ الشُّهورِ؛ فَإِنَّ لَهُ عِندَ اللّه ِ حُرمَةً وفَضلاً عَلى سائِرِ الشُّهورِ، ولا يَكونَنَّ شَهرُ رَمَضانَ يَومُ صَومِكُم كَيَومِ فِطرِكُم
.
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم):
شَعبانُ شَهري، وشَهرُ رَمَضانَ شَهرُ اللّه ِ
.
عنه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): رَمَضانُ شَهرُ اللّه ِ، وهُوَ رَبيعُ الفُقَراءِ
.
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم)-في وَصفِ شَهرِ رَمَضانَ-: هُوَ شَهرٌ دُعيتُم فيهِ إلى ضِيافَةِ اللّه ِ، وجُعِلتُم فيهِ مِن أهلِ كَرامَةِ اللّه ِ
.
الإمام الباقر (عليهالسّلام): شَهرُ رَمَضانَ، وَالصّائِمونَ فيهِ أضيافُ اللّه ِ وأهلُ كَرامَتِهِ، مَن دَخَلَ عَلَيهِ شَهرُ رَمَضانَ فَصامَ نَهارَهُ وقامَ وِردا مِن لَيلِهِ وَاجتَنَبَ ما حَرَّمَ اللّه ُ عَلَيهِ، دَخَلَ
الجَنَّةَ بِغَيرِ حِسابٍ
.
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): شَهرُ رَمَضانَ سَيِّدُ الشُّهورِ
.
الإمام الرضا (عليهالسّلام): إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ زُفَّتِ الشُّهورُ إلَى الحَشرِ يَقدُمُها شَهرُ رَمَضانَ عَلَيهِ مِن كُلِّ زينَةٍ حَسَنَةٍ، فَهُوَ بَينَ الشُّهورِ يَومَئِذٍ كَالقَمَرِ بَينَ الكَواكِبِ، فَيَقولُ أهلُ الجَمعِ بَعضُهُم لِبَعضٍ: وَدِدنا لَو عَرَفنا هذِهِ الصُّوَرَ! فَيُنادي مُنادٍ مِن عِندِ اللّه ِ-جَلَّ جَلالُهُ-: «يا مَعشَرَ الخَلائِقِ، هذِهِ صُوَرُ الشُّهورِ الَّتي عِدَّتُها عِندَ اللّه ِ اثنا عَشَرَ شَهرا في
كِتابِ اللّه ِ يَومَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ، سَيِّدُها وأفضَلُها شَهرُ رَمَضانَ، أبرَزتُها لِتَعرِفوا فَضلَ شَهري عَلى سائِرِ الشُّهورِ، و لِيَشفَعَ لِلصّائِمينَ مِن عِبادي وإمائي واُشَفِّعَهُ فيهِم»
.
الإمام عليّ (عليهالسّلام): إنَّ أوَّلَ كُلِّ سَنَةٍ أوَّلُ يَومٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ
.
عنه (عليهالسّلام)-عِندَ حُضورِ شَهرِ رَمَضانَ-: أتاكُم شَهرُ رَمَضانَ، وهُوَ سَيِّدُ الشُّهورِ وأوَّلُ السَّنَةِ
.
الإمام الصادق (عليهالسّلام): إذا سَلِمَ شَهرُ رَمَضانَ سَلِمَتِ السَّنَةُ. (وقالَ:) رَأسُ السَّنَةِ شَهرُ رَمَضانَ
.
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): قَد جاءَكُم شَهرُ رَمَضانَ؛ شَهرٌ مُبارَكٌ... فيهِ
لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن ألفِ شَهرٍ، مَن حُرِمَها فَقَد حُرِمَ
.
«شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَ بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى
وَالْفُرْقَانِ»
.
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): اُنزِلَ القُرآنُ في ثَلاثٍ وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ
.
الإمام الرضا (عليهالسّلام): إنَّ شَهرَ رَمَضانَ هُوَ الشَّهرُ الَّذي أنزَلَ اللّه ُ تَعالى فيهِ القُرآنَ، وفيهِ فَرَّقَ بَينَ
الحَقِّ وَالباطِلِ، كَما قالَ اللّه ُ عز و جل: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَ بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ»
.
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): نَزَلَت
صُحُفُ إبراهيمَ في أوَّلِ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ، واُنزِلَتِ
التَّوراةُ لِسِتٍّ مَضَينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ، واُنزِلَ
الإِنجيلُ لِثَلاثَ عَشرَةَ لَيلَةً خَلَت مِن شَهرِ رَمَضانَ، واُنزِلَ
الزَّبورُ لِثَمانِيَ عَشرَةَ خَلَونَ مِن شَهرِ رَمَضانَ، واُنزِلَ القُرآنُ في ثَلاثٍ وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ
.
•
بركات شهر رمضان، لشهر رمضان بركات عظيمة ونعَمِ الّتي لا تعدّ ولا تحصى. جلال هذا الشهر وعظمته وبركاته المعنوية والمادية الّتي تنهمر على أهل
الإيمان ، هي ممّا ينأى عن الوصف من منظور الأحاديث الإسلامية، فلو توفّر المسلمون على معرفةٍ صحيحةٍ ببركات هذا الشهر الفضيل، وأدركوا عظيم مواهبه وحبواته، لتمنّوا أن تكون السَّنة برمّتها شهر رمضان ، على ما يفيده الحديث النَّبوي الشريف بهذا الشأن: «لَو يَعلَمُ العِبادُ ما في رَمَضانَ؛ لَتَمَنَّت أن يَكُونَ رَمَضانُ سَنَةً».
•
تصفيد الشياطين في شهر رمضان، أنَّ الشياطين تغلّ في شهر رمضان، وعندئذٍ يثار عدد من الأسئلة في هذا السياق، هي: ما
الشيطان؟ في نطاق ما يتّسم به نظام الخليقة والوجود من حكمة، لماذا سُمح للشيطان بإغواء
الإنسان؟ ما الثغور الّتي تمتدّ إليها سلطة الشيطان على الإنسان؟ لماذا صار اللّه سبحانه إلى تصفيد الشياطين ومنعها من ممارسة تأثيرها الضالّ في شهر رمضان، في حين تركها حرّة فيما عداه من الشهور؟ وأخيرا: إذا كانت الروايات الدالّة على هذا المعنى صحيحة، فلماذا يجنحعدد من الصائمين إلى ارتكاب
الذنوب واجتراح الخطايا في هذا الشهر؟
رسول اللّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): إنَّ الشَّقِيَّ مَن حُرِمَ غُفرانَ اللّه ِ في هذَا الشَّهرِ العَظيمِ
.
عنه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): إنَّ
الشَّقِيَّ حَقَّ الشَّقِيِّ مَن خَرَجَ عَنهُ هذَا الشَّهرُ ولَم يُغفَر ذُنوبُهُ، فَحينَئِذٍ يَخسَرُ حينَ يَفوزُ المُحسِنونَ بِجَوائِزِ الرَّبِّ الكَريمِ
.
عنه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم): قَد جاءَكُم شَهرُ رَمَضانَ؛ شَهرٌ مُبارَكٌ... فيهِ لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن ألفِ شَهرٍ، مَن حُرِمَها فَقَد حُرِمَ
.
الإمام الصادق (عليهالسّلام): مَن لَم يُغفَر لَهُ في شَهرِ رَمَضانَ لَم يُغفَر لَهُ إلى قابِلٍ، إلاّ أن يَشهَدَ
عَرَفَةَ.
هذا الأحاديث، هي تحذير وإنذار في ظاهرها، وهي بشارة في باطنها، خاصّةً أحاديث
النّبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) الّتي يدعو فيها على من لم تشمله
المغفرة الإلهية في هذا الشهر الكريم وينعته بالشقاء. ولذا جاء عن العالم الرباني
ملكي تبريزي (رضواناللّهعليه) قوله: «ومن أبلغ ما ورد في البشارة لشهر رمضان دعاء النَّبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) على من لم يُغفر له فيه، حيث إنّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) قال: مَنِ انسَلَخَ عَنهُ شَهرُ رَمَضانَ وَلَم يُغفَر لَهُ فَلا غَفَرَ اللّه ُ لَهُ
فإنّ هذا
الدعاء بلحاظ أنّه (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) بُعث
رحمة للعالمين، بشارة عظيمة لسعة
الرحمة وعموم
الغفران في الشهر، وإلاّ لم يكن مع كونه رحمة للعالمين يدعو لمسلم ولو كان مذنبا»
.
مراقبات شهر رمضان، المحمدي الري شهري، الشيخ محمد، ص۲۷-۴۴.