الحالات التي يكره فيها الأكل
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
هناك حالات يكره فيها
الأكل ، وهي:
يكره أكل الوالدين من
العقيقة ، بل ومن في عيالهما، ويتأكّد في
الامّ ؛
لرواية
أبي خديجة عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «لا يأكل هو ولا أحد من عياله من العقيقة...».وتتأكّد الكراهة في الامّ؛
لقوله عليه السلام في آخر هذه الرواية: «يأكل من العقيقة كلّ أحد إلّاالامّ».
ولقول
الإمام الصادق عليه السلام أيضاً في
حسن الكاهلي : «لا تطعم الامّ منها شيئاً».
المشهور بين
الفقهاء كراهة الأكل والشرب حال
الجنابة قبل أن يتمضمض أو يستنشق»، وترتفع كراهته بالوضوء الكامل،
بل ادّعي عليه
الإجماع .
قال
المحقّق النجفي : «يكره مسمّى الأكل والشرب عرفاً بلا خلاف أجده بين الطائفة، بل في
الغنية الإجماع عليه، ونسبه في
التذكرة إلى علمائنا».
واستدلّ له بعدّة روايات:
منها: ما رواه
زرارة عن
أبي جعفر عليه السلام قال: «الجنب إذا أراد أن يأكل ويشرب غسل يده وتمضمض وغسل وجهه وأكل وشرب».
ومنها: رواية
عبيد اللَّه بن علي الحلبي عن أبي عبد اللَّه عن أبيه عليهما السلام قال: «إذا كان الرجل جنباً لم يأكل ولم يشرب حتى يتوضّأ».
صرّح
الفقهاء بكراهة الأكل والشرب حال
التخلّي بل ما دام في
بيت الخلاء ،
وادّعي عليه الإجماع.
واستدلّ له بما رواه
الصدوق في الفقيه ، قال: دخل أبو جعفر الباقر عليه السلام الخلاء فوجد لقمة خبز في القذر، فأخذها وغسلها ودفعها إلى مملوك معه، فقال: «تكون معك لآكلها إذا خرجت»، فلمّا خرج عليه السلام قال للمملوك: «أين اللقمة؟» فقال: أكلتها يابن رسول اللَّه، فقال عليه السلام: «إنّها ما استقرّت في جوف أحد إلّاوجبت له الجنّة، فاذهب فأنت حرّ، فإنّي أكره أن أستخدم رجلًا من أهل الجنّة»،
فإنّ تأخير الأكل وترك المبادرة مع ما فيه من الثواب الجزيل يدلّ على كراهته في بيت الخلاء.
يكره الأكل من طعام أهل المصيبة؛ لأنّ الأكل عندهم يكون سبباً للمشقّة عليهم، لأنّهم مشغولون بالمصيبة وقلوبهم منكسرة، وإلّا فلو دعوا أهل الطعام إلى الأكل معهم أو صار ذلك سبباً لُانسهم وتسليتهم، أو كان ذلك
إعانة في أكل أهل المصيبة فالظاهر عدم الكراهة.
ولذلك ذهب الفقهاء إلى استحباب
الإطعام عنهم ثلاثة أيّام.
قال
العلّامة الحلّي : «يستحبّ إصلاح طعام لأهل الميّت يبعث به إليهم إجماعاً؛ إعانة لهم، وجبراً لقلوبهم، فإنّهم ربما اشتغلوا بمصابهم وبالواردين عليهم عن
إصلاح طعام لأنفسهم».
ويستدلّ له بعدّة روايات: منها: ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام: «الأكل عند أهل المصيبة من عمل الجاهليّة، والسنّة البعث إليهم بالطعام كما أمر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم في آل
جعفر بن أبي طالب لمّا جاء نعيه».
ومنها: ما روى
أبو بصير عن
الإمام الصادق عليه السلام أيضاً قال: «ينبغي لجيران صاحب المصيبة أن يطعموا الطعام عنه ثلاثة أيّام».
ورد في الروايات بأنّه ينبغي
الاقتصار على الغداء والعشاء في الطعام، وأن لا يأكل بينهما شيئاً فإنّ فيه فساد البدن
:
منها: رواية
علي بن الصلت عن ابن أخي
شهاب بن عبد ربّه ، قال: شكوت إلى أبي عبد اللَّه عليه السلام ما ألقى من الأوجاع والتخم، فقال لي: «تغدّ وتعشّ، ولا تأكل بينهما شيئاً، فإنّ فيه فساد البدن، أما سمعت اللَّه تبارك وتعالى يقول: «وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً»
؟!».
يكره الأكل على الشبع؛
للأخبار المستفيضة، بأنّه يوجب
الطغيان ، ويوجب
البرص :
منها: ما رواه
هشام بن سالم وغيره، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: «ما كان شيء أحبّ إلى
رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم من أن يظلّ جائعاً خائفاً في اللَّه».
ومنها: رواية
أبي عبيدة عن أبي جعفر عليه السلام قال: «إذا شبع البطن طغى».
ومنها: ما عن
الأصبغ بن نباتة ، قال: قال
أمير المؤمنين عليه السلام
للحسن عليه السلام: «ألا اعلّمك أربع خصال تستغني بها عن الطبّ، قال: بلى، قال: لا تجلس على الطعام إلّا وأنت جائع، ولا تقم عن الطعام إلّاوأنت تشتهيه، وجوّد المضغ، وإذا نمت فأعرض نفسك على
الخلاء ، فإذا استعملت هذا استغنيت عن الطبّ».
الموسوعة الفقهية، ج۱۶، ص۲۸۶-۲۸۹.