تَماثيل (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
تَماثيل (مَا هذِهِ التَّمَاثیلُ) «تَماثيل» جمع
«تمثال»، يعني الصورة أو المجسّمة التي لا روح لها. و يقول تاريخ عبادة
الأصنام: إنّ هذه المجسّمات و الصور كانت في البداية ذكرى للأنبياء و العلماء، إلّا أنّها اكتسبت قدسيّة و أصبحت آلهة معبودة بمضي الزمان.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«تَماثيل» نذكر أهمها في ما يلي:
(إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَ قَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ )قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: التمثال الشيء المصور و الجمع تماثيل، و العكوف الإقبال على الشيء و ملازمته على سبيل التعظيم له كذا ذكره
الراغب فيهما. يريد (عليهالسلام) بهذه التماثيل الأصنام التي كانوا نصبوها للعبادة و تقريب القرابين و كان سؤاله عن حقيقتها ليعرف ما شأنها و قد كان أول وروده في المجتمع و قد ورد في مجتمع ديني يعبدون التماثيل و الأصنام و السؤال مع ذلك مجموع
سؤالين اثنين و سؤاله أباه عن الأصنام كان قبل سؤاله قومه على ما أشير إليه في سورة
الأنعام و معنى الآية ظاهر.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان: و التمثال: اسم للشئ المصنوع مشبها بخلق من خلق
الله، و أصله من مثلت الشئ بالشئ: إذا شبهته به. و اسم ذلك الممثل تمثال، و جمعه تماثيل. و قيل: إنهم جعلوها أمثلة لعلمائهم الذين انقرضوا. و قيل: إنهم جعلوها أمثلة للأجسام العلوية، و المعنى: ما هذه الصور التي أنتم مقيمون على عبادتها. و روى
العياشي بإسناده عن
الأصبغ بن نباته أن
علي (عليهالسلام) مر بقوم يلعبون
الشطرنج، فقال: ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون لقد عصيتم الله و رسوله.
(يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَ تَمَاثِيلَ وَ جِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَ قُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَ قَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: و التماثيل جمع تمثال و هي الصورة المجسمة من الشيء.
قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان:
(و تماثيل) يعني صورا من نحاس، و شبه، و زجاج، و رخام، كانت
الجن تعملها. ثم اختلفوا فقال بعضهم: كانت صورا للحيوانات، و قال آخرون. كانوا يعملون صور السباع و البهائم على كرسيه، ليكون أهيب له، فذكروا أنهم صوروا أسدين أسفل كرسيه، و نسرين فوق عمودي كرسيه، فكان إذا أراد أن يصعد الكرسي، بسط الأسدان ذراعيهما، و إذا علا على الكرسي، نشر النسران أجنحتهما فظللاه من الشمس. و يقال. إن ذلك كان مما لا يعرفه أحد من
الناس. فلما حاول بخت نصر صعود الكرسي بعد
سليمان، حين غلب على
بني إسرائيل، لم يعرف كيف كان يصعد سليمان، فرفع الأسد ذراعيه، فضرب ساقه فقدها، فوقع مغشيا عليه. فما جسر أحد بعده أن يصعد ذلك الكرسي. قال
الحسن: و لم تكن يومئذ التصاوير محرمة، و هي محظورة في شريعة نبينا (صلىاللهعليهوآله) فإنه قال: (لعن الله المصورين). و يجوز أن يكره ذلك في زمن دون زمن. و قد بين الله سبحانه أن
المسيح كان يصور بأمر الله من الطين كهيئة الطير. و قال
ابن عباس: كانوا يعملون صور
الأنبياء و
العباد في
المساجد، ليقتدى بهم. و روي عن
الصادق (عليهالسلام) أنه قال:
«و الله ما هي تماثيل النساء و الرجال، و لكنه الشجر و ما أشبه»
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.