ثُعْبان (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
ثُعْبان: (هِیَ ثُعْبانٌ مُّبینٌ) «الثعبان» معناه الحية العظيمة، و يحتمل
الراغب في
مفرداته أن «الثعبان» من مادة (ثعب) المأخوذ معناه من جريان الماء، لأنّ حركة هذا الحيوان تشبه الأنهار المتحركة! و التعبير ب
«المبين» لعله إشارة إلى هذه الحقيقة! و هي أنّ عصّا
موسى (عليهالسّلام) تبدلت إلى ثعبان عظيم فعلا، و لم يكن في الأمر من
إيهام أو
سحر.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«ثُعْبان» نذكر أهمها في ما يلي:
(فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: و الثعبان الحية العظيمة و لا تنافي بين وصفه هاهنا بالثعبان المبين وبين ما في موضع آخر من قوله تعالى:
(فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ) و الجان هي الحية الصغيرة لاختلاف القصتين كما قيل فإن ذكر الجان إنما جاء في قصة ليلة الطور وقد قال تعالى فيها في موضع آخر:
(فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى) و أما ذكر الثعبان فقد جاء في قصة إتيانه
لفرعون بالآيات حين سأله ذلك.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(فَإِذََا هِيَ ثُعْبََانٌ مُبِينٌ) أي حية عظيمة بين ظاهر أنه ثعبان بحيث لا يشتبه على الناس و لم يكن مما يخيل أنه حية و ليس بحية و قيل إن العصا لما صارت حية أخذت قبة فرعون بين فكيها و كان ما بينهما ثمانون ذراعا فتضرع فرعون إلى موسى بعد أن وثب من سريره و هرب منها و أحدث و هرب الناس و دخل فرعون البيت و صاح يا موسى خذها و أنا أومن بك فأخذها موسى فعادت عصا عن
ابن عباس،
السدي و قيل و كان طولها ثمانين ذراعا.
(فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: و الثعبان: الحية العظيمة و كونه مبينا ظهور واقعيته بحيث لا يرتاب فيه.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(عَصََاهُ فَإِذََا هِيَ ثُعْبََانٌ) أي حية عظيمة و قيل الثعبان الذكر من الحيات
(مُبِينٌ) ثعبان لا شبهة فيه.
(وَ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَ لَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَ لَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ.) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: و في الآية حذف و إيجاز تفصح عنه الفاء الفصيحة في قوله:
(فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ ) و التقدير و ألق عصاك فلما ألقاها إذا هي ثعبان مبين يهتز كأنه جان ولما رآها تهتز إلخ.
و لا منافاة بين صيرورة العصا ثعبانا مبينا كما وقع في قصته عليهالسلام من سورتي الأعراف و الشعراء و الثعبان الحية العظيمة الجثة و بين تشبيهها في هذه السورة بالجان فإن التشبيه إنما وقع في الاهتزاز و سرعة الحركة و الاضطراب حيث شاهد العصا و قد تبدلت ثعبانا عظيم الجثة هائل المنظر يهتز و يتحرك بسرعة اهتزاز الجان و تحركه بسرعة و ليس تشبيها لنفس العصا أو الثعبان بنفس الجان.
و قيل: إن آية العصا كانت مختلفة الظهور فقد ظهرت العصا لأول مرة في صورة الجان كما وقع في سورة طه:
(فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى) من السورة ثم ظهرت لما ألقاها عند فرعون في صورة ثعبان مبين كما في سورتي الأعراف و الشعراء.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(وَ أَنْ أَلْقِ عَصََاكَ) إنما أعاد سبحانه هذه القصة و كررها في السور تقريرا للحجة على
أهل الكتاب و استمالة بهم إلى الحق و من أحب شيئا أحب ذكره و القوم كانوا يدعون محبة موسى و كل من ادعى اتباع سيده مال إلى من ذكره بالفضل على أن كل موضع من مواضع التكرار لا تخلو من زيادة فائدة و هاهنا حذف تقديره فألقاها من يده فانقلبت بإذن الله تعالى ثعبانا عظيما تهتز كأنها جان في سرعة حركتها و شدة اهتزازها
(فَلَمََّا رَآهََا تَهْتَزُّ) أي تتحرك
(كَأَنَّهََا جَانٌّ وَلََّى مُدْبِراً) موسى
(وَ لَمْ يُعَقِّبْ) أي لم يرجع إلى ذلك الموضع فنودي
(يَا مُوسىََ أَقْبِلْ وَ لاََ تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ اَلْآمِنِينَ) من ضررها و في انقلاب العصا حية دلالة على أن الجواهر متماثلة و أنها من جنس واحد لأنه لا حال أبعد إلى حال الحيوان من حال الخشب و ما جرى مجرى ذلك من الجماد فإذا صح قلب الخشب إلى حال الحيوان صح أيضا قلب الأبيض إلى حال الأسود.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.