دابَّه (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
دابَّه: (وَ مَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ) «الدّابة» معناها ما يدب و يتحرك، و «الأرض» معناها واضح و خلافا لما يتصوّره بعضهم بأنّ الدّابة تطلق على غير
الإنسان بل الحق أنّها ذات مفهوم واسع يشمل الإنسان أيضا.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
« دابَّه» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ مَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَ لاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: الدابة كل حيوان يدب على الأرض وقد كثر استعماله في الفرس، والدب بالفتح والدبيب هو المشي الخفيف.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(وَمَا مِن دَآبَّةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ) أي: ما من حيوان يمشي على وجه الأرض.
(وَ لاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ) جمع بهذين اللفظين جميع الحيوانات لأنها لا تخلو إما أن تكون مما يطير بجناحيه، أو يدب.
(وَ مَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَ يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَ مُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: الدابة على ما في كتب اللغة كل ما يدب ويتحرك، ويكثر استعماله في النوع الخاص منه، وقرينة المقام تقتضي كون المراد منه العموم لظهور أن الكلام مسوق لبيان سعة علمه تعالى.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(وَ مَا مِن دَآبَّةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ) أي: ليس من دابة تدب على وجه الأرض، ويدخل فيه جميع ما خلقه
الله تعالى على وجه الأرض، من
الجن و
الإنس، والطير والأنعام، والوحوش والهوام.
(وَ لِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَ مَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَ الْمَلآئِكَةُ وَ هُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان:ذكرت الآية السابقة سجود الظلال وهو معنى مشهود فيها يمثل معنى السجود لله، وتذكر هذه
الآية سجود ما في السماوات والأرض من دابة والدابة ما يدب ويتحرك بالانتقال من مكان إلى مكان بحقيقة السجود التي هي نهاية التذلل والتواضع قبال العظمة والكبرياء فإن صورة السجدة التي هي خرور الإنسان ووقوعه على وجهه على الأرض إنما تعد عبادة إذا أريد بها تمثيل هذا المعنى فحقيقة السجدة هي التذلل المذكور.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(وَ لِلَّهِۤ يَسۡجُدُۤ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ مِن دَآبَّةٖ) أي: يسجد لله جميع ما في السماوات، وجميع ما في الأرض. ومعنى
(مِن) في قوله
(دَآبَّةٖ) تبيين الصفة أي: الذي هو دابة تدب على وجه الأرض.
(وَ إِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: وفي كونه وصفا لأمر خارق للعادة دلالة على أن المراد بالإخراج من الأرض إما الإحياء والبعث بعد الموت وإما أمر يقرب منه، وأما كونها دابة تكلمهم فالدابة ما يدب في الأرض من ذوات الحياة إنسانا كان أو حيوانا غيره فإن كان إنسانا كان تكليمه الناس على العادة وإن كان حيوانا أعجم كان تكليمه كخروجه من الأرض خرقا للعادة.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ) تخرج بين الصفا والمروة، فتخبر المؤمن بأنه مؤمن، والكافر بأنه كافر، وعند ذلك يرتفع التكليف، ولا تقبل التوبة، وهو علم من أعلام الساعة. وقيل: لا يبقى مؤمن إلا مسحته، ولا يبقى منافق إلا خطمته، تخرج ليلة جمع، والناس يسيرون إلى منى، عن ابن عمر.
(وَ لَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَ لَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: والمراد بالدابة كل ما يدب في الأرض من إنسان ذكر أو أنثى أو كبير أو صغير واحتمل أن يكون المراد كل ما يدب في الأرض من حيوان وإهلاك غير الإنسان من أنواع الحيوان إنما هو لكونها مخلوقة للإنسان كما قال تعالى:
(خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهۡرِهَا مِن دَآبَّةٖ) والضمير عائد إلى الأرض، وإن لم يجر لها ذكر لدلالة الكلام على ذلك، والعلم الحاصل به.
(وَ مِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ مَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَ هُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: والدابة كل ما يدب على الأرض فيعم الحيوانات جميعا، والمعنى ظاهر.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(وَ مَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ) والدابة: ما تدب، فيدخل فيه جميع الحيوانات.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.