تمثّل (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
تمثّل (فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِیّاً) «تمثّل» في الأصل من
(المثول) ، أي الوقوف مقابل شخص أو شيء، و يقولون للشيء الذي يظهر بصورة أخرى:
ممثلا، و على هذا فإنّ قوله:
(فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا) تعني أن ذلك
الملك قد ظهر بصورة
إنسان. و لا شك أنّ هذا الكلام لا يعني أن
جبرئيل قد تبدل إلى إنسان شكلا و سيرة، لأنّ مثل هذا التحول و التبدل أمر غير ممكن، بل المراد أنّه ظهر بصورة إنسان بالرغم من أنّ سلوكه كان نفس ذلك السلوك الملائكي، إلّا أنّ
مريم التي لم تكن تعلم بالأمر في البداية، كانت تظن أن في مقابلها إنسانا سيرة و صورة.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«تمثّل» نذكر أهمها في ما يلي:
(فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: الآية ١٧ من السورة، و الآيات التالية التي يعرف فيها جبريل نفسه لمريم خير شاهد أنه كان حال تمثله لها في صورة
بشر باقيا على ملكيته و لم يصر بذلك بشرا، و إنما ظهر في صورة بشر و ليس ببشر بل ملك و إنما كانت مريم تراها في صورة بشر. فمعنى تمثله لها كذلك ظهوره لها في صورة بشر و ليس عليها في نفسه بمعنى أنه كان في ظرف إدراكها على صورة بشر و هو في الخارج عن إدراكها على خلاف ذلك. و هذا هو الذي ينطبق على معنى التمثل اللغوي فإن معنى تمثل شيء لشيء في صورة كذا هو تصوره عنده بصورته و هو هو لا صيرورة الشيء شيئا آخر فتمثل الملك بشرا هو ظهوره لمن يشاهده في صورة الإنسان لا صيرورة الملك إنسانا، ولو كان التمثل واقعا في نفسه و في الخارج عن ظرف الإدراك كان من قبيل صيرورة الشيء شيئا آخر و انقلابه إليه لا بمعنى ظهوره له كذلك.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان:
(فَتَمَثَّلَ لَهََا بَشَراً سَوِيًّا ) معناه فأتاها جبرائيل فانتصب بين يديها في صورة آدمي صحيح لم ينقص منه شيء و قال
أبو مسلم : إن
الروح الذي خلق منه
المسيح تصور لها إنسان و الأول هو الوجه لإجماع
المفسرين عليه و قال
عكرمة : كانت مريم إذا حاضت خرجت من
المسجد و كانت عند خالتها امرأة
زكريا أيام حيضها فإذا طهرت عادت إلى بيتها في المسجد فبينا هي في مشرقة لها في ناحية الدار و قد ضربت بينها و بين أهلها سترا لتغتسل و تمتشط إذ دخل عليها جبرائيل في صورة رجل شاب أمرد سوي الخلق فأنكرته فاستعاذت بالله منه.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.