أعجَمىّ (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
اِعجام، اعجَمِیّ: (اِلَیْهِ اَعْجَمِی) الإعجام و
العجمة لغة: بمعنى الإبهام، و يطلق
الأعجمي على الذي في بيانه لحن (نقص) سواء كان من العرب أو من غيرهم، و باعتبر أنّ العرب ما كانوا يفهمون لغة غيرهم فقد استعملوا اسم
(العجم) على غير العرب.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«أعجَمىّ» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَ هَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: جواب عن أول شقي الشبهة وهو أن يكون القرآن بلفظه مأخوذا من بشر على نحو التلقين، والمعنى: أن لسان الرجل الذي يلحدون أي يميلون إليه وينوونه.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(لِسََانُ اَلَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ) أي لغة الذي يضيفون إليه التعليم و يميلون إليه القول أعجمية و لم يقل عجمي لأن العجمي هو المنسوب إلى العجم و إن كان فصيحا و الأعجمي هو الذي لا يفصح و إن كان عربيا أ لا ترى أن سيبويه كان عجميا و إن كان لسانه لسان اللغة العربية و قيل يلحدون إليه يرمون إليه و يزعمون أنه يعلمك أي لسان هذا البشر الذي يزعمون أنه يعلمك أعجمي لا يفصح و لا يتكلم بالعربية فكيف يتعلم منه ما هو في أعلى طبقات البيان.
(وَ لَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَ عَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَ شِفَاء وَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَ هُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: قال
الراغب: العجمة خلاف الإبانة. قال: والعجم خلاف العرب والعجمي منسوب إليهم، والأعجم من في لسانه عجمة عربيا كان أو غير عربي اعتبارا بقلة فهمهم عن العجم. انتهى. فالأعجمي غير العربي البليغ سواء كان من غير أهل اللغة العربية أو كان منهم وهو غير مفصح للكنة في لسانه، وإطلاق الأعجمي على الكلام كإطلاق العربي من المجاز. فالمعنى: ولو جعلنا القرآن أعجميا غير مبين لمقاصده غير بليغ في نظمه لقال الذين كفروا من قومك: هلا فصلت وبينت آياته وأجزاؤه فانفصلت وبانت بعضها من بعض بالعربية والبلاغة أكتاب مرسل أعجمي ومرسل إليه عربي؟ أي يتنافيان ولا يتناسبان.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(وَ لَوْ نَزَّلْنََاهُ عَلىََ بَعْضِ اَلْأَعْجَمِينَ ' فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مََا كََانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ) ثم عزى سبحانه نبيه ص على تكذيبهم.
(وَ لَوْ جَعَلْنََاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا) أي لو جعلنا هذا الكتاب الذي تقرؤه على
الناس بغير لغة العرب.
(ءَ أَعْجَمِيٌّ وَ عَرَبِيٌّ) أي كتاب أعجمي و نبي عربي و هذا استفهام على وجه الإنكار و المعنى أنهم كانوا يقولون المنزل عليه عربي و المنزل أعجمي و كان ذلك أشد لتكذيبهم فبين
الله سبحانه أنه أنزل الكتاب بلغتهم و أرسل الرسول من عشيرتهم ليكون أبلغ في الحجة و أقطع للمعذر.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.