أعناب (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
اعناب: (وَ جَنَّاتٌ مِّنْ اَعْنَابٍ) «أعناب» جمع
عنب و «النخيل» جمع نخلة، و يحتمل انّهما ذكرتا بصيغة الجمع للدلالة على الأنواع المختلفة
للعنب و التمر و التي قد تصل الى مئات الأنواع في العالم.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«أعناب» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ فِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَ زَرْعٌ وَ نَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَ غَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَ نُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: إلى آخر الآية، قال
الراغب: الصنو الغصن الخارج عن أصل الشجرة يقال: هما صنوا نخلة وفلان صنو أبيه والتثنية صنوان وجمعه صنوان قال تعالى:
(صِنْوانٌ وَ غَيْرُ صِنْوانٍ). انتهى، وقال: والأكل لما يؤكل بضم الكاف وسكونه قال تعالى:
(أُكُلُها دائِمٌ) والأكلة للمرة والأكلة كاللقمة. انتهى. والمعنى أن من الدليل على أن هذا النظام الجاري قائم بتدبير مدبر وراءه يخضع له الأشياء بطبائعها ويجريها على ما يشاء وكيف يشاء أن في الأرض قطعا متجاورات متقاربة بعضها من بعض متشابهة في طبع ترابها وفيها جنات من أعناب والعنب من الثمرات التي تختلف اختلافا عظيما في الشكل واللون والطعم والمقدار واللطافة والجودة وغير ذلك، وفيها زرع مختلف في جنسه وصنفه من القمح والشعير وغير ذلك، وفيها نخيل صنوان أي أمثال نابتة على أصل مشترك فيه وغير صنوان أي متفرقة تسقي الجميع من ماء واحد ونفضل بعضها على بعض بما فيه من المزية المطلوبة في شيء من صفاته. فإن قيل: هذه الاختلافات راجعة إلى طبائعها الخاصة بكل منها أو العوامل الخارجية التي تعمل فيها فتتصرف في إشكالها وألوانها وسائر صفاتها على ما تفصل الأبحاث العلمية المتعرضة لشئونها الشارحة لتفاصيل طبائعها وخواصها، والعوامل التي تؤثر في كيفية تكونها وتتصرف في صفاتها. نعم لكن ينتقل السؤال حينئذ إلى سبب اختلاف هذه الطبائع الداخلية والعوامل فما هي العلة في اختلافها المؤدية إلى اختلاف الآثار؟ وتنتهي بالأخرة إلى المادة المشتركة بين الكل المتشابهة الأجزاء، ومثلها لا يصلح لتعليل هذا الاختلاف المشهود فليس إلا أن هناك سببا فوق هذه الأسباب أوجد هو المادة المشتركة، ثم أوجد فيها من الصور والآثار ما شاء، وبعبارة أخرى هناك سبب واحد ذي شعور وإرادة تستند هذه الاختلافات إلى إراداته المختلفة ولولاه لم يتميز شيء من شيء ولا اختلف في شيء هذا. ومن الواجب على الباحث المتدبر في هذه الآيات أن يتنبه أن استناد اختلاف الخلقة إلى اختلاف إرادة الله سبحانه ليس إبطالا لقانون العلة والمعلول كما ربما يتوهم فإن إرادة
الله سبحانه ليست صفة طارئة لذاته كإرادتنا حتى تتغير ذاته بتغير الإرادات بل هذه الإرادات المختلفة صفة فعله ومنتزعة من العلل التامة للأشياء فليكن عندك إجمال هذا المطلب حتى يوافيك توضيحه في محل يناسبه إن شاء الله. ولما كانت الحجة مبنية على مقدمات عقلية لا تتم بدونها عقبها.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(وَ جَنََّاتٌ) أي بساتين
(مِنْ أَعْنََابٍ وَ زَرْعٌ وَ نَخِيلٌ صِنْوََانٌ) أي نخلات من أصل واحد.
(يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَ الزَّيْتُونَ وَ النَّخِيلَ وَ الأَعْنَابَ وَ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: إلخ، الزيتون شجر معروف ويطلق على ثمره أيضا يقال: إنه اسم جنس جمعي واحده زيتونة، وكذا النخيل، ويطلق على الواحد والجمع، والأعناب جمع عنبة وهي ثمرة شجرة الكرم ويطلق على نفس الشجرة كما في الآية، والسياق يفيد.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ اَلزَّرْعَ وَ اَلزَّيْتُونَ وَ اَلنَّخِيلَ وَ اَلْأَعْنََابَ وَ مِنْ كُلِّ اَلثَّمَرََاتِ) أي ينبت الله لكم بذلك المطر هذه الأشياء التي عددها لتنتفعوا بها.
(وَ جَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَ أَعْنَابٍ وَ فَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: قال
الراغب: الجنة كل بستان ذي شجر تستر بأشجاره الأرض انتهى. والنخيل جمع نخل وهو معروف، والأعناب جمع عنب يطلق على الشجرة وهي الكرم وعلى الثمرة. وقال الراغب: العين الجارحة ـ إلى أن قال ـ ويستعار العين لمعان هي موجودة في الجارحة بنظرات مختلفة ـ إلى أن قال ـ ويقال لمنبع الماء عين تشبيها بها لما فيها من الماء انتهى، والتفجير في الأرض شقها لإخراج المياه، والباقي ظاهر.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(مِنْ نَخِيلٍ وَ أَعْنََابٍ) و إنما خص النوعين لكثرة أنواعهما و منافعهما.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.