أَشُدّ (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
اَشُدّ: (وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ) كلمة
«اشدّ» مشتقّة من مادة
«شدّ» و تعني فتل العقدة باستحكام. و هي هنا اشارة الى الاستحكام الجسماني و الروحاني.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«أَشُدّ» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَ عِلْمًا وَ كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: بلوغ الأشد أن يعمر
الإنسان ما تشتد به قوى بدنه وتتقوى به أركانه بذهاب آثار الصباوة، ويأخذ ذلك من ثمانية عشر من عمره إلى سن الكهولة التي عندها يكمل العقل ويتم الرشد. والظاهر أن المراد به الانتهاء إلى أول سن الشباب دون التوسط فيه أو الانتهاء إلى آخره كالأربعين، والدليل عليه قوله تعالى في
موسى (عليهالسلام):
(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوى آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً):
حيث دل على التوسط فيه بقوله: « اسْتَوى »، وقوله:
(حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ) فلو كان بلوغ الأشد هو بلوغ الأربعين لم تكن حاجة إلى تكرار قوله:
(بَلَغَ). فلا مجال لما ذكره بعضهم: أن المراد ببلوغ الأشد بلوغ الثلاثين أو الثلاث والثلاثين، وكذا ما قاله آخرون إن المراد به بلوغ الأربعين وهو سن الأربعين. على أن من المضحك أن تصبر امرأة العزيز عن يوسف مدى عنفوان شبابه وريعان عمره حتى إذا بلغ الأربعين من عمره وأشرف على الشيخوخة تعلقت به وراودته عن نفسه.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(أَشُدَّهُ) أي منتهى شبابه و قوته و كمال عقله و قيل الأشد من ثماني عشرة سنة إلى ثلاثين سنة عن
ابن عباس و قيل أن أقصى الأشد أربعون سنة و قيل ستون سنة و هو قول الأكثرين و يؤيده الحديث من عمره
الله ستين سنة فقد أعذر إليه و قيل أن ابتداء الأشد من ثلاث و ثلاثين سنة عن مجاهد و كثير من المفسرين و قيل من عشرين سنة عن
الضحاك.
(وَ لاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَ أَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولًا) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: فسرناه في
سورة الأنعام.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(حَتََّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ) اختلف في معناه فقيل أنه بلوغ الحلم عن الشعبي و قيل هو أن يبلغ ثماني عشرة سنة و قال السدي هو أن يبلغ ثلاثين سنة ثم نسخها.
(وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ اسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَ عِلْمًا وَ كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: بلوغ الأشد أن يعمر الإنسان ما تشتد عند ذلك قواه ويكون في الغالب في الثمان عشرة، والاستواء الاعتدال والاستقرار فالاستواء في الحياة استقرار الإنسان في أمر حياته ويختلف في الأفراد وهو على الأغلب بعد بلوغ الأشد، وقد تقدم الكلام في معنى الحكم والعلم وإيتائهما ومعنى الإحسان في مواضع من الكتاب.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(وَ لَمََّا بَلَغَ أَشُدَّهُ) أي ثلاثا و ثلاثين سنة.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.