أَعراب (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
اَعراب، اَعرابی: (الاَعْرابُ اَشَدُّ کُفْراً وَنِفَاقاً) كلمة
«الأعراب» من الكلمات التي تعطي معنى الجمع، و لا مفرد لها في لغة
العرب، و على ما قاله أئمّة اللغة- كمؤلف
القاموس ،
الصحاح و
تاج العروس و آخرون- فإن هذه الكلمة تطلق على سكان البادية فقط، و مختصة بهم، و إذا أرادوا إطلاقهم على شخص واحد فإنّهم يستعملون نفس هذه الكلمة و يلحقون بها ياء النسب، فيقولون:
أعرابي. و على هذا فإنّ
أعراب ليست جمع
عرب كما يظن البعض.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«أَعراب» نذكر أهمها في ما يلي:
(الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَ نِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَ اللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: قال
الراغب في
المفردات: العرب ولد إسماعيل، والأعراب جمعه في الأصل، وصار ذلك اسما لسكان البادية:
(قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا) (و الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَ نِفاقاً. وَ مِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) ، وقيل في جمع الأعراب: أعاريب، قال الشاعر :
أعاريب ذوو فخر بإفك
وألسنة لطاف في المقال
والأعرابي في التعارف صار اسما للمنسوب إلى سكان البادية، والعربي المفصح والإعراب البيان، انتهى موضع الحاجة. يبين تعالى حال سكان البادية وأنهم أشد كفرا ونفاقا لأنهم لبعدهم عن المدنية والحضارة، وحرمانهم من بركات الإنسانية من العلم والأدب أقسى وأجفى، فهم أجدر وأحرى أن لا يعلموا حدود ما أنزل
الله من المعارف الأصلية والأحكام الشرعية من فرائض وسنن وحلال وحرام. قوله تعالى:
(وَ مِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ مَغْرَماً وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ) الآية، قال في المجمع: المغرم الغرم وهو نزول نائبة بالمال من غير خيانة، وأصله لزوم الأمر، ومنه قوله: إن عذابها كان غراما، وحب غرام أي لازم والغريم يقال لكل واحد من المتداينين للزوم أحدهما الآخر وغرمته كذا أي ألزمته إياه في ماله، انتهى. والدائرة الحادثة وتغلب في الحوادث السوء كأن الحوادث السوء تدور بين الناس فتنزل كل يوم بقوم فتربص الدوائر
بالمؤمنين انتظار نزول الحوادث السوء عليهم للتخلص من سلطتهم والرجوع إلى رسوم الشرك والضلال.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(اَلْأَعْرََابُ أَشَدُّ كُفْراً وَ نِفََاقاً) يريد الأعراب الذين كانوا حول المدينة و إنما كان كفرهم أشد لأنهم أقسى و أجفى من أهل المدن و هم أيضا أبعد من سماع التنزيل و إنذار الرسل عن الزجاج و معناه أن سكان البوادي إذا كانوا كفارا أو منافقين فهم أشد كفرا من أهل الحضر لبعدهم عن مواضع العلم و استماع الحجج و مشاهدة المعجزات و بركات الوحي.
(وَ مِنَ الأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَ يَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: قال في المجمع: المغرم الغرم وهو نزول نائبة بالمال من غير خيانة، وأصله لزوم الأمر، ومنه قوله: إن عذابها كان غراما، وحب غرام أي لازم والغريم يقال لكل واحد من المتداينين للزوم أحدهما الآخر وغرمته كذا أي ألزمته إياه في ماله، انتهى. والدائرة الحادثة وتغلب في الحوادث السوء كأن الحوادث السوء تدور بين
الناس فتنزل كل يوم بقوم فتربص الدوائر بالمؤمنين انتظار نزول الحوادث السوء عليهم للتخلص من سلطتهم والرجوع إلى رسوم الشرك والضلال.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(وَ مِنَ اَلْأَعْرََابِ مَنْ يَتَّخِذُ مََا يُنْفِقُ مَغْرَماً) أي و من منافقي الأعراب من يعد ما ينفق في الجهاد و في سبيل الخير مغرما لحقه لأنه لا يرجو به ثوابا.
(وَ مِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: حول الشيء ما يجاوره من المكان من أطرافه وهو ظرف، والمرد العتو والخروج عن الطاعة، والممارسة والتمرين على الشر وهو المعنى المناسب لقوله.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(مِنَ اَلْأَعْرََابِ) و هم الذين يسكنون البدو إذا كانوا مطبوعين على العربية
(مُنََافِقُونَ) يظهرون الإيمان و يبطنون الكفر و قيل إنهم جهينة و مزينة و أسلم و أشجع و غفار و كانت منازلهم حول المدينة
(وَ مِنْ أَهْلِ اَلْمَدِينَةِ) أيضا منافقون و إنما حذف لدلالة الأول عليه
(مَرَدُوا عَلَى اَلنِّفََاقِ) أي مرنوا على النفاق و تجرءوا عليه عن الفراء و قيل معناه أقاموا عليه لم يتوبوا منه كما تاب غيرهم عن
ابن زيد و أبان بن تغلب و قيل معناه لجوا فيه و أبوا غيره عن
ابن إسحاق و قيل فيه تقديم و تأخير و تقديره و ممن حولكم من الأعراب منافقون مردوا على النفاق و من أهل المدينة أيضا مثل ذلك عن الزجاج.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.