أَ وَ لَمْ يَكْفِهِمْ (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
أَ وَ لَمْ يَكْفِهِمْ: (أَ وَ لَمْ یَکْفِهِمْ) التعبير
«أَ وَ لَمْ يَكْفِهِمْ» إنّما يستعمل- غالبا- في موارد يكون الإنسان قد أدّى عملا فوق ما ينتظره الطرف الآخر، و هو غافل عنه أو يتغافل عنه، كأن يقول مثلا: لم أحصل على الخدمة الفلانيّة، في حين أن الخدمة التي قدمت إليه- كما في هذه الحال- أكبر خدمة، إلّا أنّه لا يعتبرها شيئا، و نقول له: أو لم يكفك ما قدمناه؟!
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«أَ وَ لَمْ يَكْفِهِمْ» نذكر أهمها في ما يلي:
(أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَ ذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: قوله تعالى: «
أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ» إلى آخر الآية توطئة و تمهيد للجواب عن تعريضهم بالقرآن أنه ليس بآية، والاستفهام للإنكار و الخطاب للنبي (صلىاللهعليهوآله) أي يكفيهم آية هذا الكتاب الذي أنزلناه عليك و هو يتلى عليهم فيسمعونه و يعرفون مكانته من الإعجاز و هو مملو رحمة و تذكرة للمؤمنين.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان: «
أَ وَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنََّا أَنْزَلْنََا عَلَيْكَ» يا محمد «
اَلْكِتََابَ» أي القرآن «
يُتْلىََ عَلَيْهِمْ» بين سبحانه أن في إنزال القرآن دلالة واضحة و معجزة لائحة و حجة بالغة تنزاح معه العلة و تقوم به الحجة فلا يحتاج في الوصول إلى العلم بصحة نبوته إلى غيره على أن إظهار المعجزات مع كونها إزاحة للعلة تراعى فيه المصلحة فإذا كانت المصلحة في إظهار نوع منها لم يجز إظهار غيرها و لو أظهر الله سبحانه الآيات التي اقترحوها ثم لم يؤمنوا لاقتضت الحكمة إهلاكهم بعذاب الاستئصال كما اقتضت ذلك في الأمم السالفة و قد وعد الله سبحانه أن لا يعذب هذه الأمة بعذاب الاستئصال و في هذا دلالة على أن القرآن كاف في المعجز و أنه في أعلى درجات الإعجاز لأنه جعله كافيا عن جميع المعجزات و الكفاية بلوغ حد ينافي الحاجة.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.
