أُوذيَ فِي اللَّه (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
أُوذيَ فِي اللَّه: (اُوذِیَ فِی اللَّهِ جَعَلَ) التعبير ب «
أُوذِيَ فِي اللَّهِ» معناه أوذي في سبيل اللّه، أي إنّهم قد يتعرض لهم
العدوّ- أحيانا- و هم في سبيل اللّه و الإيمان فيؤذيهم.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«أُوذيَ فِي اللَّه» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ مِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَ لَئِن جَاء نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: و قوله : «
فَإِذا أُوذِيَ فِي اللهِ» أي أوذي لأجل
الإيمان بالله بناء على أن في للسببية كما قيل و فيه عناية كلامية لطيفة بجعله تعالى ـ أي جعل الإيمان بالله ـ ظرفا للإيذاء و لمن يقع عليه
الإيذاء ليفيد أن الإيذاء منتسب إليه تعالى انتساب المظروف إلى ظرفه و ينطبق على معنى السببية و الغرضية و نظيره قوله : «
يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ»
و قوله : «
وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا»
و قيل : معنى الإيذاء في الله هو الإيذاء في
سبيل الله و كأنه مبني على تقدير مضاف محذوف. و فيه أن العناية الكلامية مختلفة فالإيذاء في الله ما كان السبب فيه محض الإيمان بالله و هو قولهم : ربنا الله ، والإيذاء في سبيل الله ما كان سببه سلوك السبيل التي هي الدين قال تعالى : «
فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي»
ومن الشاهد على تغاير الاعتبارين قوله في آخر السورة : «
وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا»
حيث جعل
الجهاد في الله طريقا إلى الاهتداء إلى سبله و لو كانا بمعنى واحد لم يصح ذلك.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان: «
فَإِذََا أُوذِيَ فِي اَللََّهِ» أي في دين الله أو في ذات الله «
جَعَلَ فِتْنَةَ اَلنََّاسِ كَعَذََابِ اَللََّهِ» و المعنى فإذا أوذي بسبب دين الله رجع عن الدين مخافة عذاب الناس كما ينبغي للكافر أن يترك دينه مخافة عذاب الله فيسوي بين
عذاب فإن منقطع و بين عذاب دائم غير منقطع أبدا لقلة تمييزه و سمي أذية الناس
فتنة لما في احتمالها من المشقة.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.