إصْفَحُوا (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
اصْفَحُوا: (فَاعْفُوا وَ اصْفَحُوا) «اصفحوا» من
«صفح»، و صفح الشيء عرضه و جانبه كصفحة الوجه و صفحة السيف و صفحة الحجر، و الأمر بالصفح هو الأمر بالإعراض، لكنّ عطفها على «فاعفوا» يفهم أنه أمر بالإعراض لا عن جفاء، بل عن عفو و سماح.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«إصْفَحُوا» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَ اصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: قال في
المفردات: صفح الشيء عرضه وجانبه كصفحة الوجه وصفحة السيف وصفحة الحجر والصفح ترك التثريب وهو أبلغ من العفو ولذلك قال:
(فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ) وقد يعفوا الإنسان ولا يصفح قال تعالى:
(فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ) (فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) (أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً) . وصفحت عنه أوليته صفحة جميلة معرضا عن ذنبه أو لقيت صفحته متجافيا عنه أو تجاوزت الصفحة التي أثبت فيها ذنبه من الكتاب إلى غيرها من قولك تصفحت الكتاب، وقوله:
(إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) فأمر له (عليهالسلام) أن يخفف كفر من كفر كما قال:
(وَ لا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَ لا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ) والمصافحة الإفضاء بصفحة اليد. انتهى. وسيأتي ما في الرواية من تفسير
علي (عليهالسلام) الصفح بالعفو من غير عتاب. وقوله:
(فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) تفريع على سابقه أي إذا كانت الخلقة بالحق وهناك يوم فيه يحاسبون ويجازون لا ريب فيه فلا تشغل نفسك بما ترى منهم من التكذيب والاستهزاء واعف عنهم من غير أن تقع فيهم بعتاب أو مناقشة وجدال فإن ربك الذي خلقك وخلقهم هو عليم بحالك وحالهم ووراءهم يوم لا يفوتونه. ومن هنا يظهر أن قوله:
(إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ) تعليل لقوله:
(فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) .
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
«فَاعْفُوا وَ اِصْفَحُوا» أي تجاوزوا عنهم و قيل أرسلوهم فإنهم لا يفوتون
الله و لا يعجزونه و إنما أمرهم بالعفو و الصفح و إن كانوا مضطهدين مقهورين من حيث أن كثيرا من المسلمين كانوا عزيزين في عشائرهم و أقوامهم يقدرون على الانتقام من
الكفار فأمرهم الله بالعفو و إن كانوا قادرين على الانتصاف.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.