إِصْطِنَاع (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
اِصْطِنَاع: (وَ اصْطَنَعْتُکَ لِنَفْسِی) «اصطناع» من مادة
«صنع» بمعنى الإصرار و الاقدام الأكيد على إصلاح شيء (كما يراه الراغب في مفرداته). و يعني إنّني قد اصلحتك من كل الجهات و كأنني أريدك لي و هذا الكلام هو أكثر ما يمكن أن يقال في تصوير محبّة
اللّه لهذا النّبي العظيم، و ذهب البعض أنّه يشبه ما قاله الحكماء من: إنّ اللّه إذا أحبّ عبدا تفقده كما يتفقد
الصديق صديقه.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«إِصْطِنَاع» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ اصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: لاصطناع افتعال من الصنع بمعنى الإحسان ـ على ما ذكروا ـ يقال: صنعه أي أحسن إليه واصطنعه أي حقق إحسانه إليه وثبته فيه، ونقل عن القفال أن معنى الاصطناع أنه يقال: اصطنع فلان فلانا إذا أحسن إليه حتى يضاف إليه فيقال: هذا صنيع فلان وخريجه. انتهى. وعلى هذا يئول معنى اصطناعه إياه إلى إخلاصه تعالى إياه لنفسه ويظهر موقع.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(وَ اِصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي) أي لوحيي و رسالتي عن
ابن عباس و المعنى اخترتك و اتخذتك صنيعتي و أخلصتك لتنصرف على إرادتي و محبتي و إنما قال لنفسي لأن المحبة أخص شيء بالنفس و تبليغه الرسالة و قيامه بأدائها تصرف على إرادة الله و محبته و قيل معناه اخترتك لإقامة حجتي و جعلتك بيني و بين خلقي حتى صرت في التبليغ عني بالمنزلة التي أنا أكون بها لو خاطبتهم و احتججت عليهم عن الزجاج.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.