البريد
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
هو
الرسول الذي ينقل الأخبار والرسائل.
البريد: اسم للرسول، والدابّة التي يركبها، والمسافة التي يقطعها.
قال
الزمخشري فيما حكي عنه:«
البُرد ... جمع بريد، وهو
الرسول ...
والبريد: كلمة فارسيّة يراد بها في الأصل البغل، وأصلها (بُريده دُم) أي محذوف الذنب؛ لأنّ بغال البريد كانت محذوفة الأذناب، كالعلامة لها، فاعربت وخُفّفت، ثمّ سمّي الرسول الذي يركبه بريداً، والمسافة التي بين السكّتين بريداً.
والسكّة: موضع كان يسكنه
الفيوج. الفُيُوج: جمع فَيْج، وهو رسول السلطان على رِجْله، فارسي معرّب. وقيل: هو الذي يسعى بالكتب. وقيل: الفُيُوج: الذين يدخلون السجن ويخرجون يحرسون.
المرتّبون، من بيت أو قبّة أو رباط، وكان يرتّب في كلّ سكّة بغال...».
أكثر
استعمال البريد في الأخبار ولسان
الفقهاء في الأوّل والأخير، أي الرسول والمسافة.
فمن الأوّل: قول
الإمام الصادق عليه السلام في مرفوعة
ابن أبي عمير : «خمسة يتمّون في سفر كانوا أو حضر: المكاري
والكري والاشتقان - وهو البريد-
والراعي والملّاح؛ لأنّه عملهم».
ومن الثاني رواية
أبي أيّوب عن الإمام الصادق عليه السلام أيضاً قال: سألته عن
التقصير ، قال: فقال: «في بريدين أو بياض يوم».
ورواية أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد اللَّه عليه السلام: في كم يقصّر الرجل؟ قال: «في بياض يوم أو بريدين».
تحدّث الفقهاء عن البريد بمعنى المسافة المعيّنة وبمعنى الرسول، وذلك كما يلي:
تعرّض الفقهاء للبريد بهذا المعنى، وذلك- إجمالًا- كما يلي:
للبريد مقياس بحسب المسافة ومقياس بحسب الزمان:أمّا بحسب المسافة فهو اثنا عشر ميلًا- أي أربعة فراسخ- على ما في الأخبار وكلمات الفقهاء، وعليه يكون (البريدان) - وهما موضوع
صلاة القصر - أربعةً وعشرين ميلًا، وهي ثمانية فراسخ.
ففي
رواية سماعة ، قال: سألته عن
المسافر في كم يقصّر الصلاة؟ فقال: «في مسيرة يوم، وذلك بريدان، وهما ثمانية فراسخ...».
وفي رواية
الفضل بن شاذان عن
الإمام الرضا عليه السلام- في كتابه إلى المأمون-:«والتقصير في ثمانية فراسخ وما زاد، وإذا قصّرت أفطرت».
وفي رواية
الكاهلي أنّه سمع الإمام الصادق عليه السلام يقول في التقصير في الصلاة: «بريدٌ في بريد، أربعة وعشرون ميلًا...».
وأمّا بحسب
الزمان فمسيرة يوم، كما مرّ في رواية أبي أيّوب و
أبي بصير .هذا هو
المشهور الذي عليه عمل الفقهاء،
وقد روي غير ذلك أيضاً.
إذا قطع المسافر مسافة بريد حكم عليه بأنّه يجب عليه قصر الصلاة وترك
الصوم ، وهذا ما يبحثونه عادةً في صلاة المسافر، ويكون القصر
والإفطار عزيمة في حقّ المسافر، وينقطع حكمه في بعض الموارد كالمرور بالوطن وغير ذلك.
حكم الفقهاء بأنّ البريد بمعنى الرسول حكمه أنّه حيث كان ممّن شغله السفر فيتمّ في صلاته في السفر، ويصوم شهر
رمضان .
يضاف إلى ذلك أنّه تترتّب عليه
أحكام الرسول والتعامل معه ممّا يراجع تفصيله في محلّه.
الموسوعة الفقهية، ج۲۰، ص۲۷۹-۲۸۱.