تَبارَك (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
تَبارَك:
(تَبارَك اللَّهُ رَبُّ الْعَالِمِینَ) تبارک من مادة
البركة و أصلها
«برك» و معناها صدر البعير، حيث أنّ الإبل عند ما تستقر في مكان ما تلصق صدورها على الأرض، لهذا اتخذت هذه الكلمة تدريجيا معنى الثبوت و الاستقرار و الاستتباب، ثمّ وصفت و سمّيت كل نعمة مستقرة و دائمة، و كل كائن طويل العمر، و مستمر الآثار و الخيرات، بأنّه موجود مبارك، و يقال أيضا للمكان الذي يتجمع فيه الماء «بركة» لبقائه في ذلك.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«تَبارَك» نذكر أهمها في ما يلي:
(انَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَ النُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَ الأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: و قوله تعالى:
(تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) أي كان ذا بركات ينزلها على مربوبيه من جميع من في العالمين فهو ربهم.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان:
(تَبارَكَ اللَّهُ) أي تعالى بالوحدانية فيما لم يزل و لا يزال فهو بمعنى تعالى بدوام الثبات و قيل معناه تعالى عن صفات المخلوقين و المحدثين و قيل تعالى بدوام البركة أي البركة في ذكر اسمه.
(تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ) قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: قوله تعالى:
(تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ) ثناء جميل له تعالى بما امتلأت النشأتان الدنيا و الآخرة بنعمه و آلائه و بركاته النازلة من عنده برحمته الواسعة، و بذلك يظهر أن المراد باسمه المتبارك هو الرحمن المفتتحة به السورة، و التبارك كثرة الخيرات و البركات الصادرة. فقوله:
(تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ) تبارك
الله المسمى بالرحمن بما أفاض هذه الآلاء.
قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان: فقال:
(تبارك اسم ربك) أي تعاظم و تعالى اسم ربك، لأنه استحق أن يوصف بما لا يوصف به غيره، من كونه قديما، و إلها، و قادرا لنفسه، و عالما لنفسه، وحيا لنفسه، و غير ذلك.
(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَ هُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: قوله تعالى:
(تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير) تبارك الشيء كثرة صدور الخيرات و البركات عنه.
قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان فقال:
(تبارك) أي تعالى وجل عما لا يجوز عليه في ذاته و أفعاله، عن
أبي مسلم. و قيل: معناه تعالى بأنه الثابت الذي لم يزل و لا يزال. و قيل: معناه تعاظم بالحق من ثبوت الأشياء به، إذ لولاه لبطل كل شئ، لأنه لا يصح سواه شئ إلا و هو مقدوره، أو مقدور مقدوره الذي هو القدرة. و قيل: معناه تعالى بان جميع البركات منه، إلا أن هذا المعنى مضمر في الصفة، غير مصرح به، و إنما المصرح به أنه تعالى باستحقاق التعظيم.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.