تِلْقاءَ (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
تِلْقاءَ (تِلْقآءَ اَصْحابِ النَّار) «تِلْقاءَ» في الأصل- حسب قول بعض
المفسّرين و أهل الأدب- مصدر، و هو بمعنى المقابلة، و لكن استعمل فيما بعد في معنى ظرف المكان، أي في المكان
المقابل و المحاذي.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«تِلْقاءَ» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ إِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: التلقاء كالبيان مصدر لقي يلقى ثم استعمل بمعنى جهة اللقاء. و ضمير الجمع في قوله:
(أبصارهم) و قوله:
(قالوا) عائد إلى
(رجال) والتعبير عن النظر إلى
أصحاب النار بصرف أبصارهم إليه كان الوجه فيه أن
الإنسان لا يحب إلقاء النظر إلى ما يؤلمه النظر إليه و خاصة في مثل المورد الذي يشاهد الناظر فيه أفظع الحال و أمر العذاب و أشقه الذي لا يطاق النظر إليه غير أن اضطراب النفس و قلق القلب ربما يفتح العين نحوه للنظر إليه كأن غيره هو الذي صرف نظره إليه و إن كان الانسان لو خلي و طبعه لم يرغب في النظر ولو بوجه نحوه، و لذا قيل:
(و إذا صرفت أبصارهم) الخ و لم يقل و إذا نظروا إليه أو ما يفيد مفاده. و معنى الآية: و إذا نظر
أصحاب الأعراف أحيانا إلى أصحاب النار تعوذوا بالله من أن يجعلهم مع أصحاب النار فيدخلهم النار، و قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم
الظالمين.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان:
(تِلْقََاءَ أَصْحََابِ اَلنََّارِ) إلى
جهنم فنظروا إليهم.
(وَ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: قوله تعالى:
(قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَ) إلى آخر الآية التلقاء بكسر التاء مصدر كاللقاء نظير التبيان و البيان و يستعمل ظرفا. و الله سبحانه على ما أجاب عن مقترحهم بقولهم:
(ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ ) في أثناء كلامه بقوله
(بَيِّناتٍ) فإن
(الآيات) إذا كانت بينات ظاهرة الاستناد إلى
الله سبحانه كشفت كشفا قطعيا عما يريده الله سبحانه منهم من رفض
الأصنام و الاجتناب من كل ما لا يرتضيه بما أوحى إلى
رسوله (صلىاللهعليهوآله) من تفصيل دينه رد سؤالهم إليهم تفصيلا بتلقين
نبيه (صلىاللهعليهوآله) الحجة في ذلك بقوله:
(قُلْ ما يَكُونُ لِي) إلى آخر الآيات الثلاث. فقوله:
(قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ) إلخ ، جواب عن قولهم:
(أَوْ بَدِّلْهُ) و معناه: قل لا أملك ـ و ليس لي بحق ـ أن أبدله من عند نفسي لأنه ليس بكلامي و إنما هو
وحي إلهي أمرني ربي أن أتبعه و لا أتبع غيره، و إنما لا أخالف أمر ربي لأني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم و هو يوم لقائه.
قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان:
(مََا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقََاءِ نَفْسِي)أي من جهة نفسي و ناحية نفسي و لأنه معجز فلا أقدر على الإتيان بمثله.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.