جهالت (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
جهالت: (یَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ) إنّ كلمة
الجهل و ما يشتق منها و إن كانت لها معان مختلفة، و لكن يستفاد من القرائن أنّ المراد منها في
الآية المبحوثة هنا هو طغيان الغرائز، و سيطرة الأهواء الجامحة و غلبتها على صوت العقل و
الإيمان، و في هذه الصورة و إن لم يفقد المرء العلم بالمعصية، إلّا أنّه حينما يقع تحت تأثير الغرائز الجامحة، ينتفي دور العلم و يفقد مفعوله و أثره، و فقدان العلم لأثره مساو للجهل عملا.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«جهالت» نذكر أهمها في ما يلي:
(إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَ كَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسیر المیزان: «جهالة» في عرفهم وإن كان بالنظر الدقيق نوعا من العلم لكن لما لم يؤثر ما عنده من العلم بوجه قبح الفعل وذمه في ردعه عن الوقوع في القبح والشناعة ألحق بالعدم فكان هو جاهلا عندهم حتى إنهم يسمون
الإنسان الشاب الحدث السن قليل التجربة جاهلا لغلبة الهوى و ظهور العواطف و الإحساسات النيئة على نفسه، و لذلك أيضا تراهم لا يسمون حال مقترف السيئات إذا لم ينفعل في اقتراف السيئة عن الهوى و العاطفة جهالة بل يسمونها عنادا و عمدا و غير ذلك.
قال
الطبرسي في
تفسیر مجمع البیان:إن معنى قوله
((بِجَهَالَةٍ)) أنهم لا يعلمون كنه ما فيه من العقوبة، كما يعلم الشئ ضرورة، عن الفراء.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.