جَنّ (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
جَنّ: (فَلَمَّا جَنَّ عَلَیْهِ اللَّیْلُ) إنّ كلمة
(الجن) في الأصل بمعنى: الشيء الذي يستر عن حس الإنسان، فمثلا نقول
(جنّه الليل) أو
(فلما جنّ عليه الليل) أي عند ما غطته ستارة الليل السوداء، و يقال
(مجنون) لمن فقد عقله أي ستر، و
(الجنين) للطفل المستور في رحم أمّه، و
(الجنّة) للبستان الذي تغطي أشجاره أرضه، و
(الجنان) للقلب الذي ستر داخل صدر
الإنسان، و
(الجنّه) للدرع الذي يحمي الإنسان من ضربات الأعداد.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«جَنّ» نذكر أهمها في ما يلي:
(فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: قوله تعالى:
(فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي) إلى آخر الآية قال
الراغب في
المفردات: أصل الجن ( بفتح الجيم ) ستر الشيء عن الحاسة يقال: جنه الليلو أجنه و جن عليه : فجنه ستره، و أجنه جعل له ما يجنه كقولك : قبرته، أقبرته، سقيته و أسقيته، و جن عليه كذا ستر عليه قال عزوجل:
(فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً ) فجن الليل إسداله الظلام لا مجرد ما يحصل بغروب الشمس.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ) أي: أظلم عليه، و ستر بظلامه كل ضياء.
(وَ يَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَ قَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَ بَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: يقال: أكثر من الشيء أو الفعل و استكثر منه إذا أتى بالكثير ، و استكثار الجن من الإنس ليس من جهة أعيانهم فإن الآتي بأعيانهم في
الدنيا و المحضر لهم يوم
القيامة هو
الله سبحانه و إنما
للشياطين الاستكثار مما هم مسلطون عليه و هو إغواء الإنس من طريق ولايتهم عليهم و ليست بولاية إجبار و اضطرار بل من قبيل التعامل من الطرفين يتبع التابع المتبوع ابتغاء لما يرى في اتباعه من الفائدة ، و يتولى المتبوع أمر التابع ابتغاء لما يستدر من النفع في ولايته عليه و إدارة شئونه، فللجن نوع التذاذ من إغواء الإنس و الولاية عليهم، و للإنس نوع التذاذ من اتباع الوساوس و التسويلات ليستدروا بذلك اللذائذ المادية و التمتعات النفسانية.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ) أي: يا جماعة الجن.
(وَ الْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان:و أصل الجن الستر و هو معنى سار في جميع ما اشتق منه كالجن، المجنة، الجنة، الجنين و الجنان بالفتح و جن عليه الليل و غير ذلك.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(و الجان) و هو إبليس، عن
الحسن و
قتادة و قيل: هو أبو الجن، كما أن
آدم أبو البشر، عن
ابن عباس. و قيل: هم الجن نسل
إبليس، و هو منصوب بفعل مضمر، معناه: و خلقنا الجان.
(اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان:و الجنة الترس و المراد بها ما يتقى به من باب الاستعارة، و الصد يجيء بمعنى الإعراض و عليه فالمراد إعراضهم أنفسهم عن سبيل الله و هو الدين و بمعنى الصرف و عليه فالمراد صرفهم العامة من
الناس عن الدين و هم في وقاية من إيمانهم الكاذبة. و المعنى : اتخذوا
أيمانهم الكاذبة التي يحلفون وقاية لأنفسهم فأعرضوا عن سبيل الله و دينه أو فصرفوا العامة من الناس عن دين الله بما يستطيعونه من الصرف بتقليب الأمور و إفساد العزائم.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(اتخذوا أيمانهم جنة) أي سترة يستترون بها من
الكفر، لئلا يقتلوا، و لا يسبوا، و لا تؤخذ أموالهم.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.