حرج (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
حرج: (صَدْرَهُ ضَیِّقاً حَرَجاً) و
«الحرج» في اللغة يعني الشعور بالضيق و أي نوع من أنواع المعاناة، و الحرج في الأصل يعني مجتمع الشجر الملتفّ أوّلا ثمّ المنتشر، و هو يطلق على كل نوع من أنواع الضيق.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
« حرج» نذكر أهمها في ما يلي:
(فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَ مَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: و الحرج على ما في المجمع، أضيق الضيق، و قال في
المفردات: أصل الحرج و الحراج مجتمع الشيء و تصور منه ضيق ما بينهما فقيل للضيق حرج و للإثم حرج.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
((وَ مَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا)) يعني: و من يرد ان يضله عن ثوابه و كرامته، يجعل صدره في كفره ضيقا حرجا، عقوبة له على ترك
الإيمان، من غير أن يكون سبحانه مانعا له عن الإيمان، و سالبا إياه القدرة عليه، بل ربما يكون ذلك سببا داعيا له إلى الإيمان، فإن من ضاق صدره بالشئ، كان ذلك داعيا له إلى تركه، و الدليل على أن شرح الصدر قد يكون ثوابا قوله سبحانه.
(كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَ ذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان:
(« فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ ») من التفريع كأنه قيل: هذا كتاب مبارك يقص آيات
الله أنزله إليك ربك فلا يكن في صدرك حرج منه كما أنه لو كان كتابا غير الكتاب و ألقاه إليك ربك لكان من حقه أن يتحرج و يضيق منه صدرك لما في تبليغه و دعوة الناس إلى ما يشتمل عليه من الهدى من المشاق و المحن.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ): دخول الفاء فيه يحتمل وجهين أحدهما: أن تكون عاطفة جملة على جملة، و تقديره هذا كتاب أنزلناه إليك، فلا يكن بعد إنزاله في صدرك حرج، و الآخر أن يكون جوابا، و تقديره إذا كان أنزل إليك الكتاب لتنذر به، فلا يكن في صدرك حرج منه، فيكون محمولا على معنى إذا.
(لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَ لاَ عَلَى الْمَرْضَى وَ لاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَ رَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَ اللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: فهؤلاء مرفوع عنهم الحرج و
المشقة أي الحكم بالوجوب الذي لو وضع كان حكما حرجيا، و كذا ما يستتبعه الحكم من الذم و العقاب على تقرير المخالفة.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(حَرَجٌ) أي: ضيق و جناح في التخلف، و ترك الخروج مع
رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم).
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.