حُكم (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
حُکم: (آتَیْنَاهُمُ الْکِتابَ وَ الْحُکْمَ) أمّا المقصود من
«الحكم» فثمّة احتمالات ثلاثة: ۱- الحكم بمعنى «العقل و الإدراك»، أي: إنّنا فضلا عن إنزال كتاب سماوي عليهم فقد وهبناهم القدرة على التعقل و الفهم، إذ أن وجود الكتاب بغير وجود القدرة على فهمه فهما كاملا عميقا لا جدوى فيه. ۲- بمعنى «القضاء» أي أنّهم باستنباط القوانين الإلهية من تلك الكتب السماوية كانوا قادرين على أن يقضوا بين الناس بامتلاكهم لجميع شروط القاضي العادل. ۳- بمعنى «الحكومة» و الإمساك بزمان الإدارة، بالإضافة إلى مقام النّبوة، إنّ الدليل على المعاني المذكورة- بالإضافة إلى المعنى اللغوي الذي ينطبق عليها- هو أنّ كلمة «الحكم» قد وردت بهذه المعاني نفسها أيضا في آيات أخرى من القرآن. و ليس ثمّة ما يمنع من أنّ يشمل استعمال الكلمة في هذه الآية المعاني الثلاثة مجتمعة، فالحكم أصلا- كما يقول «الراغب» في «مفرداته» هو المنع، و من ذلك العقل الذي يمنع من وقوع الأخطاء و المخالفات، و كذلك القضاء الصحيح يمنع من وقوع الظلم، و الحكومة العادلة تقف بوجه الحكومات غير العادلة، فهي قد استعملت في المعاني الثلاثة.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
« حُکم» نذكر أهمها في ما يلي:
{(آیه):أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء فَقَدْ وَ كَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ}}
قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان:والحكم هو إلقاء النسبة التصديقية بين أجزاء الكلام كقولنا : فلان عالم ، وإذا كان ذلك في الأمور الاجتماعية والقضايا العملية التي تدور بين المجتمعين عد نوع النسبة حكما كما تسمى نفس القضية حكما كما يقال يجب على الإنسان أن يفعل كذا ويحرم عليه أن يفعل كذا أو يجوز له أن يفعل كذا أو أحب أو أكره أن تفعل كذا فتسمى الوجوب والحرمة والجواز والاستحباب والكراهة أحكاما كما تسمى القضايا المشتملة عليها أحكاما ، ولأهل الاجتماع أحكام أخر ناشئة من نسب أخرى كالملك والرئاسة والنيابة والكفاية والولاية وغير ذلك.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(وَ الْحُكْمَ) معناه والحكم بين الناس. وقيل: الحكمة.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.