دَرَجات (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
دَرَجات: (عَلَی الْقاعِدینَ دَرَجَةً) لقد وردت عبارة
«درجة» في الآية على صيغة النكرة، و تؤكد كتب الأدب بأن النكرة في مثل هذه الحالات تأتي لبيان العظمة و الأهمية أي أن درجة
المجاهدين من السمو و الرفعة بحيث لا يمكن للبشر معرفتها بصورة كاملة و هذا شبيه بالعبارة التي تطلق لبيان القيمة العظيمة لشيء يجهل قيمته البشر.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
« دَرَجات» نذكر أهمها في ما يلي:
(لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَ الْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَ أَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَ أَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَ كُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: الجملة في مقام التعليل. لقوله
(لا يَسْتَوِي) ولذا لم توصل بعطف ونحوه ، والدرجة هي المنزلة، والدرجات المنزلة بعد المنزلة.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَ أَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً) معناه فضيلة ومنزلة.
(وَ لِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا وَ لِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَ هُمْ لَا يُظْلَمُونَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: أي لكل من المذكورين وهم
المؤمنون البررة و
الكافرون الفجرة منازل ومراتب مختلفة صعودا وحدورا فللجنة درجات وللنار دركات.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(وَ لِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا) أي لكل واحد ممن تقدم ذكره من المؤمنين البررة والكافرين الفجرة، درجات على مراتبهم ومقادير أعمالهم. فدرجات الأبرار في عليين، ودرجات الفجار دركات في
سجين، عن
ابن زيد، و
أبي مسلم. وقيل: معناه ولكل مطيع درجات ثواب، وإن تفاضلوا في مقاديرها، عن
الجبائي و
علي بن عيسى.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَ إِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان:
(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) لا ريب في أن لازم رفعه تعالى درجة عبد من عباده مزيد قربه منه تعالى، وهذا قرينة عقلية على أن المراد بهؤلاء الذين أوتوا العلم العلماء من المؤمنين فتدل الآية على انقسام المؤمنين إلى طائفتين: مؤمن ومؤمن عالم، والمؤمن العالم أفضل وقد قال تعالى:
(هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ). ويتبين بذلك أن ما ذكر من رفع الدرجات في الآية مخصوص بالذين أوتوا العلم ويبقى لسائر المؤمنين من الرفع الرفع درجة واحدة ويكون التقدير يرفع الله الذين آمنوا منكم درجة ويرفع الذين أوتوا العلم منكم درجات.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) قال
ابن عباس: يرفع
الله الذين أوتوا العلم من المؤمنين على الذين لم يؤتوا العلم درجات.
وقيل: معناه لكي يرفع الله الذين آمنوا منكم بطاعتهم
لرسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) وسلم درجة، والذين أوتوا العلم بفضل علمهم وسابقتهم درجات في الجنة.
وقيل: درجات في مجلس رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم). فامر الله سبحانه أن يقرب العلماء من نفسه، فوق المؤمنين الذين لا يعلمون العلم، ليبين فضل العلماء على غيرهم. وفي هذه
الآية دلالة على فضل العلماء، وجلالة قدرهم.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.