ذنوب (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
ذنوب (یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمیعاً) «الذنوب» التي جمعت بالألف و اللام تشمل كلّ الذنوب من دون أيّ استثناء.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«ذنوب» نذكر أهمها في ما يلي:
(قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان:
(إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً )تعليل للنهي عن القنوط و اعلام بأن جميع الذنوب قابلة للمغفرة فالمغفرة عامة لكنها تحتاج إلى سبب مخصص و لا تكون جزافا، و الذي عده
القرآن سببا للمغفرة أمران:
الشفاعة و
التوبة لكن ليس المراد في قوله:
(إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ») المغفرة الحاصلة بالشفاعة لأن الشفاعة لا تنال
الشرك بنص القرآن في آيات كثيرة و قد مر أيضا أن قوله:
(إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ ) ناظر إلى الشفاعة و الآية أعني قوله:
(إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ ) موردها الشرك و سائر الذنوب. فلا يبقى إلا أن يكون المراد المغفرة الحاصلة بالتوبة وكلامه تعالى صريح في مغفرة الذنوب جميعا حتى الشرك بالتوبة.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان: و في
مصحف عبد الله: ان
الله يغفر الذنوب جميعا لمن يشاء. و قيل: إن الآية نزلت في
وحشي قاتل
حمزة، حين أراد أن يسلم، و خاف أن لا تقبل توبته، فلما نزلت الآية أسلم فقيل: يا
رسول الله! هذه له خاصة أم للمسلمين عامة؟ فقال (صلىاللهعليهوآله): بل للمسلمين عامة. و هذا لا يصح، لأن الآية نزلت
مكة، و وحشي أسلم بعدها بسنين كثيرة. ولكن يمكن أن يكون قرئت عليه الآية، فكانت سبب إسلامه. فالآية محمولة على عمومها. فالله سبحانه يغفر جميع الذنوب للتائب لا محالة، فإن مات
الموحد من غير توبة، فهو في مشيئة الله، إن شاء عذبه بعدله، وإن شاء غفر له بفضله،كما قال:
(و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء) ثم دعا سبحانه عباده إلى التوبة، وأمرهم بالإنابة إليه.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.