رَجْفَه (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
رَجْفَه: (فَلَمَّآ أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ) «الرجف:» الاضطراب الشديد.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«رَجْفَه» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ)قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: والآية تدل على أن
الله سبحانه عين لهم ميقاتا فحضره منهم سبعون رجلا اختارهم
موسى من القوم ، ولا يكون ذلك إلا لأمر ما عظيم لكن الله سبحانه لم يبين هاهنا ما هو الغاية المقصودة من حضورهم غير أنه ذكر أنهم أخذتهم الرجفة ولم تأخذهم إلا لظلم عظيم ارتكبوه حتى أدى بهم إلى الهلاك بدليل قول موسى عليهالسلام:
(رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا) فيظهر من هنا أن الرجفة أهلكتهم.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان:
(أَخَذَتْهُمُ اَلرَّجْفَةُ) و هي الرعدة و الحركة الشديدة حتى كادت أن تبين مفاصلهم و خاف موسى عليهم
الموت فبكى و دعا و خاف أن يتهمه
بنو إسرائيل على السبعين إذا عاد إليهم و لم يصدقوه بأنهم ماتوا عن
السدي و
الحسن و قال
ابن عباس أن السبعين الذين قالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة كانوا قبل السبعين الذين أخذتهم الرجفة و إنما أمر الله تعالى موسى أن يختار من قومه سبعين رجلا فاختارهم و برز بهم ليدعو ربهم فكان فيما دعوا أن قالوا اللهم أعطنا ما لم تعط أحد قبلنا و لا تعطيه أحدا بعدنا فكره الله ذلك من دعائهم فأخذتهم الرجفة و رووا عن
علي بن أبيطالب (علیهالسلام) أنه قال إنما أخذتهم الرجفة من أجل دعواهم على موسى قتل أخيه
هارون و ذلك أن موسى و هارون و
شبر و
شبير ابني هارون انطلقوا إلى سفح جبل فنام هارون على سرير فتوفاه الله فلما مات دفنه موسى (ع) فلما رجع إلى بني إسرائيل قالوا له أين هارون قال توفاه الله فقالوا لا بل أنت قتلته حسدتنا على خلقه و لينه قال فاختاروا من شئتم فاختاروا منهم سبعين رجلا و ذهب بهم فلما انتهوا إلى
القبر قال موسى يا هارون أ قتلت أم مت فقال هارون ما قتلني أحد و لكن توفاني الله فقالوا لن نعصي بعد اليوم فأخذتهم الرجفة و صعقوا و قيل أنهم ماتوا ثم أحياهم الله و جعلهم أنبياء و قال
وهب لم تكن تلك الرجفة موتا و لكن القوم لما رأوا تلك الهيأة أخذتهم الرعدة فقلقلوا و رجفوا حتى كادت تبين منه مفاصلهم و تنقض ظهورهم فلما رأى ذلك موسى رحمهم و خاف عليهم الموت و اشتد عليه فقدهم و كانوا وزراءه على الخير سامعين له مطيعين فعند ذلك دعا و بكى و ناشد ربه فكشف الله عنهم تلك الرجفة و الرعدة فسكنوا و اطمأنوا و سمعوا كلام ربهم.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.