رَوْح (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
رَوْح:(وَ لا تَيْأَسُواْ مِّن رَّوْحِ اللَّهِ) «روح» بمعنى
الرحمة و
الراحة و الفرج و الخلاص من الشدّة. يقول
الراغب الاصفهاني في
مفردات «
الرّوح و
الرّوح في الأصل واحد و جعل
الروح اسما للنّفس ... و
الرّوح التنفّس و قد أراح
الإنسان إذا تنفّس ...).
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«رَوْح» نذكر أهمها في ما يلي:
(يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: الروح بالفتح فالسكون النفس أو النفس الطيب و يكنى به عن الحالة التي هي ضد التعب و هي الراحة و ذلك أن الشدة التي فيها انقطاع الأسباب وانسداد طرق النجاة تتصور اختناقا و كظما للإنسان وبالمقابلة الخروج إلى فسحة الفرج و الظفر بالعافية تنفسا و روحا لقولهم يفرج الهم و ينفس الكرب فالروح المنسوب إليه تعالى هو الفرج بعد الشدة بإذن
الله و مشيته، و على من يؤمن بالله أن يعتقد أن الله يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد لا قاهر لمشيته و لا معقب لحكمه، و ليس له أن ييأس من روح الله و يقنط من رحمتهفإنه تحديد لقدرته و في معنى
الكفر بإحاطته وسعة رحمته كما قال تعالى حاكيا عن لسان
يعقوب (عليهالسلام):
(إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ) و قال حاكيا عن لسان
إبراهيم (عليهالسلام):
(وَ مَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ) ، وقد عد اليأس من روح الله في الأخبار المأثورة من الكبائر الموبقة.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان:
(وَ لاََ تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اَللََّهِ) أي لا تقنطوا من رحمته عن
ابن عباس و
قتادة و
الضحاك و قيل من الفرج من قبل الله عن
ابن زيد و المعنى لا تيأسوا من الروح الذي يأتي به الله.
(إِنَّهُ لاََ يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اَللََّهِ إِلاَّ اَلْقَوْمُ اَلْكََافِرُونَ) قال
ابن عباس يريد أن
المؤمن من الله على خير يرجوه في الشدائد و البلاء و يشكره و يحمده في الرخاء و الكافر ليس كذلك و في هذا دلالة على أن
الفاسق الملي لا يأس عليه من رحمة الله بخلاف ما يقوله أهل
الوعيد.
(فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَ رَيْحانٌ وَ جَنَّةُ نَعِيمٍ ) قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: و الروح الراحة، و الريحان الرزق، و قيل: هو الريحان المشموم من ريحان
الجنة يؤتى به إليه فيشمه و يتوفى.
قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان:
(فَرَوْحٌ) أي فله روح و هو الراحة و الاستراحة عن ابن عباس و مجاهد يعني من تكاليف الدنيا و مشاقها و قيل الروح الهواء الذي تستلذه
النفس و يزيل عنها الهم.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.