شجرة مرداء (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
مَرَدُوا:(أَهْلِ الْمَدينَةِ مَرَدُوا) «مَرَدُوا» مأخوذة من مادة
(مرد) بمعنى الطغيان و العصيان و التمرد المطلق، و هي في الأصل بمعنى التعري و التجرّد، و لهذا يقال لمن لم ينبت الشعر في وجهه:(أمرد)، و شجرة مرداء، أي خالية من أي ورقة، و المارد هو الشخص العاصي الذي خرج على القانون و عصاه كلية.
و قال بعض المفسّرين و أهل اللغة: إنّ هذه المادة تأتي بمعنى (التمرين) أيضا.
(ذكر في
تاج العروس و
القاموس أن التمرين واحد من معاني هذه الكلمة). و ربّما كان ذلك، لأنّ التجرد المطلق من الشيء، و الخروج الكامل من هيمنته لا يمكن تحققه بدون تمرين و ممارسة.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«مَرَدُوا» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَ أَهْلِ الْمَدينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان:الآية حول الشيء ما يجاوره من المكان من أطرافه وهو ظرف ، والمرد العتو والخروج عن الطاعة ، والممارسة والتمرين على الشر وهو المعنى المناسب لقوله في الآية : « مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ » أي مرنوا عليه ومارسوا حتى اعتادوه.
ومعنى الآية : وممن في حولكم أو حول المدينة من الأعراب الساكنين في البوادي منافقون مرنوا على النفاق ومن أهل المدينة أيضا منافقون معتادون على النفاق لا تعلمهم أنت يا محمد نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان: (ومن أهل المدينة مردوا) أي: قوم مردوا، فحذف الموصوف، ويجوز أن يكون التقدير: ومن أهل المدينة منافقون مردوا على النفاق، ففصل بين الصفة والموصوف بالظرف. (وآخرون اعترفوا): معطوف على قوله: (من الأعراب منافقون) وكذلك وآخرون مرجون، وإن شئت قدرت: ومنهم آخرون.
المعنى: ثم عاد الكلام إلى ذكر المنافقين، فقال سبحانه: (وممن حولكم) أي: ومن جملة من حولكم، يعني: حول مدينتكم (من الأعراب) وهم الذين يسكنون البدو إذا كانوا مطبوعين على العربية (منافقون) يظهرون الإيمان، ويبطنون الكفر. وقيل: إنهم جهينة، ومزينة، وأسلم، وأشجع، وغفار، وكانت منازلهم حول المدينة (ومن أهل المدينة) أيضا منافقون، وإنما حذف لدلالة الأول عليه (مردوا على النفاق) أي: مرنوا على النفاق، وتجرؤوا عليه، عن الفراء. وقيل:معناه أقاموا عليه لم يتوبوا منه، كما تاب غيرهم، عن ابن زيد، وأبان بن تغلب. وقيل: معناه لجوا فيه، وأبوا غيره، عن أبن إسحاق. وقيل: فيه تقديم وتأخير، وتقديره وممن حولكم من الأعراب منافقون مردوا على النفاق، ومن أهل المدينة أيضا، مثل ذلك، عن الزجاج.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.