شرح (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
شرح: (یَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْاِسْلامِ) «شرح» في الأصل- كما يقول
الراغب- توسعة قطع اللحم بتحويلها إلى
شرائح أرق.
«شرح الصدر» سعته بنور إلهي و بسكينة و اطمئنان من عند اللّه، و «شرح معضلات الحديث» التوسّع فيه و توضيح معانيه الخفية.
«شرح الصدر» في الآية كناية عن التوسعة في فكر النّبي و روحه، و لهذه التوسعة مفهوم واسع، تشمل السعة العلمية للنّبي عن طريق
الوحي و الرسالة، و تشمل أيضا توسعة قدرة النّبي في تحمله و استقامته أمام تعنت الأعداء و
المعارضين.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«شرح» نذكر أهمها في ما يلي:
(فَمَن یُرِدِ اللّهُ اَن یَهْدِیَهُ یَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلاِسْلاَمِ وَمَن یُرِدْ اَن یُضِلَّهُ یَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَیِّقًا حَرَجًا کَاَنَّمَا یَصَّعَّدُ فِی السَّمَاء کَذَلِکَ یَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَی الَّذِینَ لاَ یُؤْمِنُونَ)قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان:الشرح هو البسط وقد ذكر الراغب في
مفرداته، أن أصله بسط اللحم ونحوه، وشرح الصدر الذي يعد في الكلام وعاء للعلم والعرفان هو التوسعة فيه بحيث يسع ما يصادفه من المعارف الحقة ولا يدفع كلمة الحق إذا ألقيت إليه كما يدل عليه ما ذكر في وصف الإضلال بالمقابلة وهو قوله :
(« يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً ») إلخ.فمن شرح الله صدره للإسلام وهو التسليم لله سبحانه فقد بسط صدره ووسعه لتسليم ما يستقبله من قبله تعالى من اعتقاد حق أو عمل ديني صالح فلا يلقي إليه قول حق إلا وعاه ولا عمل صالح إلا أخذ به وليس إلا أن لعين بصيرته نورا يقع على الاعتقاد الحق فينوره أو
العمل الصالح فيشرقه خلاف من عميت عين قلبه فلا يميز حقا من باطل ولا صدقا من كذب.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:قد ذكر في تأويل الآية وجوه:
(أحدها)أن معناه
(«فَمَنْ يُرِدِ اَللََّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ»)إلى الثواب و طريق
الجنة («يَشْرَحْ صَدْرَهُ»)في الدنيا
(«لِلْإِسْلاََمِ») بأن يثبت عزمه عليه و يقوي دواعيه على التمسك به و يزيل عن قلبه وساوس الشيطان و ما يعرض في القلوب من الخواطر الفاسدة و إنما يفعل ذلك لطفا له و منا عليه و ثوابا على اهتدائه بهدى الله و قبوله إياه و نظيره قوله سبحانه
(«أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ») الآيات و معلوم أن وضع الوزر و رفع الذكر يكون ثوابا على تحمل أعباء الرسالة و كلفها فكذلك ما قرن به من شرح الصدر
(و ثانيها) أن معنى الآية فمن يرد الله أن يثبته على الهدى يشرح صدره من الوجه الذي ذكرناه جزاء له على إيمانه و اهتدائه و قد يطلق لفظ الهدى و المراد به الاستدامة كما قلناه في قوله
(«اِهْدِنَا اَلصِّرََاطَ اَلْمُسْتَقِيمَ») («وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ») أي يخذله و يخلي بينه و بين ما يريده لاختياره الكفر و تركه الإيمان
(«يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً») بأن يمنعه الألطاف التي ينشرح لها صدره لخروجه من قبولها بإقامته على كفره فإن قيل إنا نجد الكافر غير ضيق الصدر لما هو فيه و نراه طيب القلب على كفره فكيف يصح الخلف في خبره سبحانه قلنا أنه سبحانه بين أنه يجعل صدره ضيقا و لم يقل في كل حال و معلوم من حاله في أحوال كثيرة أنه يضيق صدره بما هو فيه من ورود الشبه و الشكوك عليه و عند ما يجازي الله تعالى المؤمن على استعمال الأدلة الموصلة إلى
الإيمان و هذا القدر هو الذي يقتضيه الظاهر
(و ثالثها) أن معنى الآية من يرد الله أن يهديه زيادة الهدى التي وعدها المؤمن.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.