شُكر (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
شُکْر: (قَلِيْلٌ مِّنْ عِبادِىَ الشَّكُورُ) «شُکْر» الراغب الأصفهاني يقول في مفرداته،
الشكر: تصوّر النعمة و إظهارها، قيل و هو مقلوب عن «الكشر» أي الكشف، و يضادّه الكفر، و هو نسيان النعمة و سترها، و الشكر ثلاثة أضرب: شكر القلب، و هو تصوّر النعمة. و شكر اللسان، و هو الثناء على المنعم، و شكر سائر الجوارح، و هو مكافأة النعمة بقدر استحقاقها.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«شُكر» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: من الكفران مقابل الشكر أي يشكر الله لهم فيرده إليهم من غير ضيعة كما قال تعالى :
((وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ)) قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان: «و ما تفعلوا من خير» أي من طاعة «فلن تكفروه» أي لم يمنع عنكم جزاؤه و سمي منع الجزاء كفرا على الاتساع لأنه بمنزلة الجحد و الستر له و معناه لا تجحد طاعتكم و لا تستر بمنع الجزاء و هذا كما يوصف الله تعالى بأنه شاكر و حقيقة أنه يثبت على الطاعة ثواب الشاكرين على النعمة فلما استعير للثواب الشكر استعير لنقيضه من منع الثواب الكفر لأن الشكر في الأصل هو الاعتراف بالنعمة و الكفر ستر النعمة في المنعم عليه بتضييع حقها.
(يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: وقوله :
(« اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً ») خطاب لسليمان وسائر من معه من آل داود أن يعملوا ويعبدوا الله شكرا له ، وقوله :
(« وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ ») أي الشاكر لله شكرا بعد شكر والجملة إما في مقام ترفيع مقام أهل الشكر بأن المتمكنين في هذا المقام قليلون وهم الأوحديون من الناس ، وإما في مقام التعليل كأنه قيل : إنهم قليل فكثروا عدتهم.
قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان:
(«اِعْمَلُوا آلَ دََاوُدَ شُكْراً») أي قلنا لهم يا آل داود اعملوا بطاعة الله شكرا له على ما آتاكم من النعم عن مجاهد و في هذا دلالة على وجوب شكر النعمة و أن الشكر طاعة المنعم و تعظيمه و فيه إشارة أيضا إلى أن لقرابة أنبياء الله تعالى أثرا في القرب إلى رضي الله حين خص آل داود بالأمر
(«وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبََادِيَ اَلشَّكُورُ») و الفرق بين الشكور و الشاكر أن الشكور من تكرر منه الشكرو الشاكر من وقع منه الشكر قال ابن عباس أراد به المؤمن الموحد و في هذا دلالة على أن المؤمن الشاكر يقل في كل عصر.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.