أَحاديثِ (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
اَحادیثِ: (تَاوِیْلِ الاَحَادِیثِ) المراد من
«تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ» هو علم تفسير الأحلام و تعبير الرؤيا حيث كان
يوسف قادرا على ان يطلع على بعض اسرار المستقبل من خلاله، او المراد منه الوحي لانّ يوسف مع عبوره من المضايق الصعبة و الشدائد القاسية و نجاحه في الاختبارات الالهية في قصر
عزيز مصر، نال الجدارة بحمل الرسالة و الوحي. و لكن الاحتمال الاوّل اقرب كما يبدو للنظر.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«أَحادیثِ» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ كَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَ يُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَ عَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَ إِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: والأحاديث
جمع الحديث وربما أريد به الرؤى لأنها من حديث النفس فإن نفس
الإنسان تصور له الأمور في المنام كما يصور المحدث لسماعه الأمور في اليقظة فالرؤيا حديث مثله ومنه يظهر ما في قول بعضهم: إن الرؤى سميت أحاديث باعتبار حكايتها والتحديث بها وهو كما ترى.
وكذا ما قيل: إنها سميت أحاديث لأنها من حديث الملك إن كانت صادقة ومن حديث
الشيطان إن كانت كاذبة. انتهى، وفيه أنها ربما لم تستند إلى ملك ولا إلى شيطان كالرؤيا المستندة إلى حالة مزاجية عارضة لنائم تأخذه حمى أو سخونة اتفاقية فتحكيها نفسه في صورة حمام يستحم فيه أو حر قيظ ونحوهما أو يتسلط عليه برد فتحكيه نفسه بتصوير الشتاء ونزول الثلج ونحوهما.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(وَ يُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ اَلْأَحََادِيثِ) قيل معناه و يعلمك من تعبير الرؤيا لأن فيه أحاديث
الناس عن رؤياهم و سماه تأويلا لأنه يؤول أمره إلى ما رأى في المنام عن
قتادة و قال
ابن زيد كان أعبر الناس للرؤيا و قيل معناه و يعلمك عواقب الأمور
بالنبوة و
الوحي إليك فتعلم الأشياء قبل كونها
معجزة لك لأنه أضاف التعليم إلى الله و ذلك لا يكون إلا بالوحي عن
أبي مسلم و قيل تأويل أحاديث
الأنبياء و الأمم يعني كتب الله و دلائله على توحيده و المشروع من شرائعه و أمور دينه عن الحسن و
الجبائي و
التأويل في الأصل هو المنتهى الذي يؤول إليه المعنى و تأويل الحديث فقهه الذي هو حكمه لأنه إظهار ما يؤول إليه أمره مما يعتمد عليه و فائدته.
(ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضًا وَ جَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِّقَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: وقوله:
وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ أبلغ كلمة تفصح عن القهر الإلهي الذي يغشى أعداء الحق والمكذبين لدعوته حيث يمحو العين ويعفو الأثر ولا يبقى إلا الخبر.
قال الطبرسي فی تفسیر
مجمع البیان:
(وَ جَعَلْنََاهُمْ أَحََادِيثَ) أي يتحدث بهم على طريق المثل في الشر و هو
جمع أحدوثة و لا يقال هذا في الخير و المعنى إنا صيرناهم بحيث لم يبق بين الناس منهم إلا حديثهم.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.