أُفّ (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
أُفّ: (فَلا تَقُلْ لَّهُمَا اُفٍّ) أصل
«أف» كلّ مستقذر من وسخ و قلامة ظفر و ما يجري مجراهما، و يقال ذلك لكلّ مستخف به استقذارا له. و يمكن أن نشتق منه فعلا، كمثل قولنا: قد
أففت لكذا، إذا قلت ذلك استقذارا له.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«أُفّ» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ قَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَ بِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَ لاَ تَنْهَرْهُمَا وَ قُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: مركب من «إن» الشرطية و «ما» الزائدة وهي المصححة لدخول نون التأكيد على فعل الشرط، والكبر هو الكبر في السن وأف كلمة تفيد الضجر والانزجار، والنهر هو الزجر بالصياح ورفع الصوت والإغلاظ في القول. وتخصيص حالة الكبر بالذكر لكونها أشق الحالات التي تمر على الوالدين فيحسان فيها الحاجة إلى إعانة الأولاد لهما وقيامهم بواجبات حياتيهما التي يعجزان عن القيام بها، وذلك من آمال الوالدين التي يأملانها من الأولاد حين يقومان بحضانتهم وتربيتهم في حال الصغر وفي وقت لا قدرة لهم على شيء من لوازم الحياة وواجباتها. فالآية تدل على وجوب إكرامهما ورعاية الأدب التام في معاشرتهما ومحاورتهما في جميع الأوقات وخاصة في وقت يشتد حاجتهما إلى ذلك وهو وقت بلوغ الكبر من أحدهما أو كليهما عند الولد ومعنى الآية ظاهر.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(فَلاََ تَقُلْ لَهُمََا أُفٍّ) و روي عن علي بن
موسى الرضا عن أبيه عن جده
أبي عبد الله (علیهالسلام) قال لو علم
الله لفظة أوجز في ترك عقوق الوالدين من أف لأتى به و في رواية أخرى عنه قال أدنى العقوق أف و لو علم الله شيئا أيسر منه و أهون منه لنهى عنه و في خبر آخر فليعمل العاق ما يشاء أن يعمل فلن يدخل الجنة فالمعنى لا تؤذيهما بقليل و لا كثير قال مجاهد: معناه أن بلغا عندك من الكبر ما يبولان و يحدثان فلا تتقذرهما و أمط عنهما كما كانا يميطان عنك في حال الصغر و المتبرم يكثر قول أف و هي كلمة تدل على الضجر و قيل إن الأف و التف وسخ الأصابع إذا فتلته عن أبي عبيدة و قيل هي كلمة كراهة عن
ابن عباس و قيل معناه النتن و جاء في المثل أبر من النسر قالوا لأن النسر إذا كبر و لم ينهض الطيران جاء الفرخ فزقه كما كان أبواه يزقانه.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.