إصلاح بال (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
إصلاح بال: (وَ اَصْلَحَ بالَهُمْ) لقد جاء
«البال» بمعان مختلفة، فجاء بمعنى الحال، العمل، القلب، و على قول
الراغب: بمعنى الحالات العظيمة الأهمية، و بناء على هذا فإنّ
إصلاح البال يعني تنظيم كلّ شؤون الحياة و الأمور المصيرية، و هو يشمل- طبعا- الفوز في
الدنيا، و النجاة في
الآخرة، على عكس المصير الذي يلاقيه
الكفار، إذ لا يصلون إلى ثمرة جهودهم و مساعيهم، و لا نصيب لهم إلّا الهزيمة و الخسران بحكم:
(أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) و يمكن القول بأنّ غفران ذنوبهم نتيجة إيمانهم، و أنّ إصلاح بالهم نتيجة أعمالهم الصالحة. إنّ
للمؤمنين هدوءا فكريا و اطمئنانا روحيا من جهة، و توفيقا و نجاحا في برامجهم العملية من جهة ثانية، فإنّ لإصلاح البال إطارا واسعا يشمل الجميع، و أي نعمة أعظم من أن تكون
للإنسان روح هادئة، و قلب مطمئن، و برامج مفيدة بنّاءة.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«إصلاح بال» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَ آمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَ أَصْلَحَ بَالَهُمْ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: قال في المجمع: البال الحال والشأن والبال القلب أيضا يقال: خطر ببالي كذا، والبال لا يجمع لأنه أبهم أخواته من الحال والشأن انتهى. وقد قوبل إضلال الأعمال في الآية السابقة بتكفير السيئات وإصلاح البال في هذه الآية فمعنى ذلك هداية إيمانهم وعملهم الصالح إلى غاية السعادة، وإنما يتم ذلك بتكفير السيئات المانعة من الوصول إلى السعادة، ولذلك ضم تكفير السيئات إلى إصلاح البال. والمعنى: ضرب
الله الستر على سيئاتهم بالعفو والمغفرة، وأصلح حالهم في الدنيا والآخرة أما الدنيا فلأن الدين الحق هو الدين الذي يوافق ما تقتضيه الفطرة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها، والفطرة لا تقتضي إلا ما فيه سعادتها وكمالها ففي الإيمان بما أنزل الله من دين الفطرة والعمل به صلاح حال المؤمنين في مجتمعهم الدنيوي، وأما في الآخرة فلأنها عاقبة الحياة الدنيا وإذ كانت فاتحتها سعيدة كانت خاتمتها كذلك قال تعالى:
(وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى) .
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(وَ يُصْلِحُ بََالَهُمْ) أي شأنهم و حالهم و الوجه في تكرير قوله
(بََالَهُمْ) أن المراد بالأول أنه أصلح بالهم في الدين و الدنيا و بالثاني أنه يصلح حالهم في نعيم العقبي فالأول سبب النعيم و الثاني نفس النعيم.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.