إعْتَبِرُوا (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
اعْتَبِرُوا: (فَاعْتَبِرُوا یا اُولِی الْاَبْصَارِ) «اعتبروا» من مادّة
(اعتبار) و في الأصل مأخوذة من العبور، أي
العبور من شيء إلى شيء آخر، و يقال لدمع العين
«عبرة» بسبب
عبور قطرات الدموع من العين، و كذلك يقال
(عبارة) لهذا السبب، حيث أنّها تنقل المطالب و المفاهيم من شخص إلى آخر، و إطلاق «
تعبير المنام» على تفسير محتواه، بسبب أنّه ينقل
الإنسان من ظاهره إلى باطنه.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«إعْتَبِرُوا» نذكر أهمها في ما يلي:
(هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: وخذوا بالعظة
(يا أُولِي الْأَبْصارِ) بما تشاهدون من صنع
الله العزيز الحكيم بهم قبال مشاقتهم له ولرسوله. وقيل: كانوا يخربون البيوت ليهربوا ويخربها المؤمنون ليصلوا. وقيل: المراد بتخريب البيوت اختلال نظام حياتهم فقد خربوا بيوتهم بأيديهم حيث نقضوا الموادعة، وبأيدي
المؤمنين حيث بعثوهم على قتالهم.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(فَاعْتَبِرُوا يََا أُولِي اَلْأَبْصََارِ) أي فاتعظوا يا أولي العقول و البصائر و تدبروا و انظروا فيما نزل بهم و معنى الاعتبار النظر في الأمور ليعرف بها شيء آخر من جنسها و المراد استدلوا بذلك على صدق الرسول إذ كان وعد المؤمنين أن الله سبحانه سيورثهم ديارهم و أموالهم بغير قتال فجاء المخبر على ما أخبر فكان آية دالة على نبوته و لا دليل في الآية على صحة القياس في الشريعة لأن الاعتبار ليس من القياس في شيء لما ذكرناه و لأنه لا سبيل لأهل القياس إلى العلم بالترجيح و لا يعلم كل من الفريقين علة الأصل للآخر فإن علة الربا عند أحدهما الكيل و الوزن و الجنس و عند الآخر الطعم و الجنس و في الدراهم و الدنانير لأنهما جنس الأثمان و قال آخرون أشياء أخر و ليس هذا باعتبار إذ لا سبيل إلى المعرفة به.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.