إِختلاف (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
اِختلاف: (وَ اخْتِلافِ اللَّیْلِ) «الاختلاف» قد يعني التعاقب أي مجيء شيء و ذهاب آخر، و قد يعني الزيادة و النقصان في الليل و النهار، و على المعنيين تتحدث الآية عن نظام خاص للّيل و النهار لا يمكن أن يكون قائما على الصدفة. و من دون تدخل وجود عالم و قادر في ذلك. و لهذا ورد في
القرآن الكريم، هذا المعنى في موارد متعددة كدليل على الذات المقدسة.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«إِختلاف» نذكر أهمها في ما يلي:
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَ الأَرْضِ وَ اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ الْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَ تَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَ السَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَ الأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: قوله تعالى:
(وَ اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ)، وهو النقيصة والزيادة والطول والقصر العارضان لهما من جهة اجتماع عاملين من العوامل الطبيعية، وهي الحركة اليومية التي للارض على مركزها وهي ترسم الليل والنهار بمواجهة نصف الكرة وأزيد بقليل دائما مع الشمس فتكتسب النور وتمص الحرارة، ويسمى النهار، واستتار الشمس عن النصف الآخر وأنقص بقليل فيدخل تحت الظل المخروطي وتبقى مظلما وتسمى الليل، ولا يزالان يدوران حول الارض، والعامل الآخر ميل سطح الدائرة الاستوائية أو المعدل عن سطح المدار الارضي في الحركة الانتقالية إلى الشمال والجنوب، وهو الذي يوجب ميل الشمس من المعدل إلى الشمال أو الجنوب الراسم للفصول، وهذا يوجب استواء الليل والنهار في منطقة خط الاستواء وفي القطبين، أما القطبان فلهما في كل سنة شمسية تامة يوم وليلة واحدة كل منهما يعدل نصف السنة، والليل في قطب الشمال نهار في قطب الجنوب وبالعكس، وأما النقطة الاستوائية فلها في كل سنة شمسية ثلاثمائة وخمس وستون ليلا ونهارا تقريبا، والنهار والليل فيها متساويان، وأما بقية المناطقفيختلف النهار والليل فيها عددا وفي الطول والقصر بحسب القرب من النقطة الاستوائية ومن القطبين ، وهذا كله مشروح مبين في العلوم المربوطة بها.
وهذا الاختلاف هو الموجب لاختلاف ورود الضوء والحرارة ، وهو الموجب لاختلاف العوامل الموجبة لاختلاف حدوث التراكيب الارضية والتحولات في كينونتها مما ينتفع باختلافها
الإنسان انتفاعات مختلفة.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(وَ اِخْتِلاََفِ اَللَّيْلِ وَ اَلنَّهََارِ)كل واحد منهما يخلف صاحبه إذا ذهب أحدهما جاء الآخر على وجه المعاقبة أو اختلافهما في الجنس و اللون و الطول و القصر.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.