إِفْك (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
إِفْك: (وَ تَخْلُقُونَ اِفْکاً) «الإفك» يطلق في الأصل على كل شيء مختلف عن حقيقته، و لذلك يطلق على الكذب- خاصة الكذب الكبير- أنّه
إفك، كما تطلق هذه الكلمة على الرياح المخالفة لاتجاهها و مسيرها فيقال «رياح مؤتفكة».
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«إِفْك» نذكر أهمها في ما يلي:
(إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَ تَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَ اعْبُدُوهُ وَ اشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: الأوثان جمع وثن بفتحتين وهو الصنم، والإفك الأمر المصروف عن وجهه قولا أو فعلا.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان: (
(و تخلقون إفكا)) أي: تفتعلون كذبا بأن تسموا هذه الأوثان آلهة، عن
السدي. وقيل: معناه وتصنعون أصناما بأيديكم. وسماها إفكا لادعائهم أنها آلهة، عن
مجاهد،
قتادة و
أبي علي الجبائي.
(وَ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُّفْتَرًى وَ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: معطوف على
(قالُوا) أي وقالوا مشيرا إلى الآيات البينات إشارة تحقير ليس هذا إلا كلاما مصروفا عن وجهه مكذوبا به على
الله، بدلا من أن يقولوا: إنها آيات بينات نازلة من عند الله تعالى ـ وقد أشاروا إلى الآيات البينات بهذا دلالة على أنهم لم يفهموا منها إلا أنها شيء ما لا أزيد من ذلك.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(إلا إفك) أي: كذب.
(أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: أي تقصدون آلهة دون الله إفكا وافتراء، إنما قدم الإفك والآلهة لتعلق عنايته بذلك.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(أئفكا آلهة) الإفك: هو أشنع الكذب وأفظعه، وأصله قلب الشئ عن جهته التي هي له، فلذلك كان
الكذب إفكا.
(يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: الإفك الصرف.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(يؤفك عنه من أنك) أي يصرف عن
الإيمان به من صرف عن الخير أي المصروف عن الخيرات كلها من صرف عن هذا الدين. وقيل: معناه يؤفك عن الحق والصواب من أفك، فدل ذلك القول المختلف على ذكر الحق، فجازت الكناية عنه. وقيل: معناه يصرف عن هذا القول أي: بسببه ومن أجله، عن الإيمان، من صرف. فالهاء في (عنه) تعود إلى القول المختلف، عن مجاهد. فيكون الصارف لهم أنفسهم، كما يقال: فلان معجب بنفسه، وأعجب بنفسه، وكما يقال: أين يذهب بك؟ لمن يذهب في شغله. وقيل: إن الصارف لهم رؤساء البدع، وأئمة
الضلال، لأن العامة تبع لهم.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.