الوجودات
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
الوجودات في إصطلاح
الحكماء عبارة عن
الوجود المادّي يلزمه وضع خاصّ و مادّة معيّنة ذات
كمّ و
كيف خاصّ و أين معيّن، و
الوجود الحسّي و
جود صوري غير ذي وضع و لا قابل لهذه الإشارات الحسيّة إلّا أنّه مشروط بوجود
المادّة الخارجيّة، و صورتها المماثلة لهذه الصّور المحسوسة ضربا من المماثلة، حتّى أنّه لو عدمت تلك المادّة الخارجيّة لم تكن
الصّورة الحسّيّة مفاضة على قوّة الحسّ،و أمّا
الوجود الخيالي فهو
وجود صوري غير مشروط بحضور
المادّة و لا
الإدراك الحسّي إلّا عند الحدوث. و هو مع ذلك صورة شخصيّة غير محتملة للصّدق و الحمل على الكثرة،و أمّا
الوجود العقلي فهو صورة غير ممتنعة عن الاشتراك بين الكثرة و
الحمل عليها إذا أخذت مطلقة لا بشرط التّعيين، كالإنسان العقلي المشترك بين كثيرين. و كذا أجزاؤه العقليّة كالسّمع العقلي و البصر العقلي .
إنّ للوجود خمس مراتب:
ذاتي و
حسّى و
خيالي و
عقلي و
شبهي. فمن اعترف بوجود ما أخبر
الرّسول- عليه الصلاة و السّلام- عن وجوده بوجه من هذه الوجوه الخمسة فليس بمكذّب على الإطلاق.
أمّا
الوجود الذّاتي فهو الوجود الحقيقي الثّابت خارج الحسّ و العقل، و لكن يأخذ الحسّ و العقل عنه صورة، فيسمّى أخذه إدراكا. و هذا كوجود السّماوات و الأرض و الحيوان و النّبات ...
و أمّا
الوجود الحسّى فهو ما يتمثّل في القوّة الباصرة من العين ممّا لا وجود له خارج العين، فيكون موجودا في الحسّ. و يختصّ به الحاسّ و لا يشاركه غيره. و ذلك كما يشاهده النّائم، بل كما يشاهده المريض المتيقّظ ...
و أمّا
الوجود الخيالي فهو صورة هذه المحسوسات إذ غابت عن حسّك. فإنّك تقدر على أن تخترع في خيالك صورة فيل و فرس، و إن كنت مغمضا عينيك ...
و أمّا
الوجود العقلي فهو أن يكون للشّيء روح و حقيقة و معنى فيتلقّى
العقل مجرّد معناه دون أن يثبت صورته في خيال أو حسّ أو خارج، كاليد مثلا. فإنّ لها صورة محسوسة و متخيّلة. و لها معنى هو حقيقتها و هي القدرة على البطش. و القدرة على البطش هي اليد العقليّة ...
و أمّا
الوجود الشّبهي فهو أن لا يكون نفس الشّيء موجودا لا بصورته و لا بحقيقته، لا في الخارج و لا في الحسّ و لا في الخيال و لا في العقل، و لكن يكون الموجود شيئا آخر يشبهه في خاصّة من خواصّه و صفة من صفاته ... مثاله الغضب و الشّوق و الفرح و الصّبر و غير ذلك ممّا ورد في حقّ اللّه- تعالى ... فمن قام عند البرهان على استحالة ثبوت نفس الغضب للّه- تعالى- ثبوتا ذاتيّا و حسّيّا و خياليّا و عقليّا، نزله على ثبوت صفة أخرى يصدر منها ما يصدر من الغضب، كإرادة العقاب ....
الوجود المادّي يلزمه وضع خاصّ و مادّة معيّنة ذات كمّ و كيف خاصّ و أين معيّن.
وأمّا
الوجود الحسّي وجود صوري غير ذي وضع و لا قابل لهذه الإشارات الحسيّة إلّا أنّه مشروط بوجود
المادّة الخارجيّة، و صورتها المماثلة لهذه الصّور المحسوسة ضربا من المماثلة، حتّى أنّه لو عدمت تلك المادّة الخارجيّة لم تكن الصّورة الحسّيّة مفاضة على
قوّة الحسّ.
وأمّا
الوجود الخيالي فهو وجود صوري غير مشروط بحضور المادّة و لا
الإدراك الحسّي إلّا عند الحدوث. و هو مع ذلك صورة شخصيّة غير محتملة للصّدق و الحمل على الكثرة.
وأمّا ا
لوجود العقلي فهو صورة غير ممتنعة عن الاشتراك بين الكثرة و الحمل عليها إذا أخذت مطلقة لا بشرط التّعيين، كالإنسان العقلي المشترك بين كثيرين. و كذا أجزاؤه العقليّة كالسّمع العقلي و البصر العقلي ..
مجمع البحوث الإسلامیة، شرح المصطلحات الفلسفیة، المأخوذ من عنوان «الوجودات» ج۱، ص۴۳۱-۴۳۲.