تفويض (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
تفويض (وَ اُفَوِّضُ اَمْری) «التفويض» كما يقول
الراغب في
مفردات، يعني
التوكل، لذا فإنّ
تفويض الأمر إلى
اللّه يأتي بمعنى توكيل الأعمال إليه، و هذا لا يعني أن يترك
الإنسان الجد و الجهد، إذ أنّ هذا السلوك ينطوي على فهم محرّف لمعنى
تفويض ، بل عليه أن يبذل كلّ جهده و لا يتخوّف الصعاب التي تواجهه، أو يترك العمل إذعانا لها، بل عليه أن يسلّم أمره و عمله إلى
اللّه، و يستمر في بذل الجهد بعزم راسخ و همة عالية. و بالرغم من أنّ «
تفويض » يشبه «التوكل» إلى حد كبير، إلّا أنّه يعتبر مرحلة أفضل منه. لأنّ حقيقة (التوكل) هي أن يعتبر الإنسان
اللّه تبارك و تعالى وكيلا عنه، لكن
تفويض يعني التسليم المطلق للّه تعالى. و في حياتنا العملية نرى أنّ الإنسان الذي يتخذ لنفسه وكيلا يواصل إشرافه على عمله. إلّا أنّه في حالة التفويض لا يبقى أي مجال لإشراف من أي نوع، بل تترك الأمور إلى من فوّضت إليه.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«تفويض » نذكر أهمها في ما يلي:
(فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: تفويض على ما فسره الراغب هو الرد فتفويض الأمر إلى
الله رده إليه فيقرب من معنى التوكل و التسليم والاعتبار مختلف : فالتفويض من
العبد رده ما نسب إليه من الأمر إلى
الله سبحانه وحال
العبد حينئذ حال من هو أعزل لا أمر راجعا إليه، و التوكل من
العبد جعله ربه وكيلا يتصرف فيما له من الأمر، و التسليم من
العبد مطاوعته المحضة لما يريده
الله سبحانه فيه و منه من
غير نظر إلى انتساب أمر إليه فهي مقامات ثلاث من مقامات العبودية : التوكل ثم التفويض و هو أدق من التوكل ثم التسليم و هو أدق منهما.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان:
(و أفوض أمري إلى الله) أي: أسلم أمري إلى
الله، و أتوكل عليه، و أعتمد على لطفه.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.