زاغُوا (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
زاغُوا:(فَلَمَّا زاغُوا اَزاغَ اللَّهُ) «زاغوا»: من مادّة
(زيغ) بمعنى الانحراف عن الطريق المستقيم.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
« زاغُوا» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ إِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَ قَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَ اللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: الزيغ الميل عن الاستقامة ولازمه الانحراف عن الحق إلى الباطل.
وإزاغته تعالى إمساك رحمته وقطع هدايته عنهم كما يفيده التعليل بقوله:
(وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) حيث علل الإزاغة بعدم الهداية، وهي إزاغة على سبيل المجازاة وتثبيت للزيغ الذي تلبسوا به أولا بسبب فسقهم المستدعي للمجازاة كما قال تعالى:
(يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ) وليس بإزاغة بدئية وإضلال ابتدائي لا يليق بساحة قدسه تعالى.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(فَلَمََّا زََاغُوا أَزََاغَ اَللََّهُ قُلُوبَهُمْ) أي فلما مالوا عن الحق و الاستقامة حلاهم و سوء اختيارهم و منعهم الألطاف التي يهدي بها قلوب
المؤمنين كقوله
(وَ مَنْ يُؤْمِنْ بِاللََّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ) عن
أبي مسلم و قيل أزاغ
الله قلوبهم عما يحبون إلى ما يكرهون و لا يجوز أن يكون المراد أزاغ الله قلوبهم عن الإيمان لأن الله تعالى لا يجوز أن يزيغ أحدا عن الإيمان و أيضا فإنه يخرج الكلام عن الفائدة لأنهم إذا زاغوا عن الإيمان فقد حصلوا كفارا فلا معنى لقوله أزاغهم الله عن الإيمان.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.