زَوَّجْنَاكَها (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
زَوَّجْنَاکَها:(وَطَراً زَوَّجْنَاکَها) و التعبير ب
زَوَّجْناكَها دليل على أنّ هذا الزواج كان
زواجا بأمر
اللّه، و لذلك ورد في التواريخ أنّ زينب كانت تفتخر بهذا الأمر على سائر
زوجات النّبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم)، و كانت تقول: زوّجكنّ أهلوكنّ و زوّجني اللّه من السماء .
و ممّا يستحقّ الانتباه أنّ
القرآن الكريم يبيّن بمنتهى الصراحة الهدف الأصلي من هذا
الزواج، و هو إلغاء سنّة جاهلية كانت تقضي بمنع
الزواج من مطلّقات الأدعياء، و هذا بنفسه إشارة إلى مسألة كلّية، و هي أنّ تعدّد
زواج النّبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) لم يكن أمرا عاديا بسيطا، بل كان يرمي إلى أهداف كان لها أثرها في مصير دينه.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
« زَوَّجْنَاكَها» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ إِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَ اتَّقِ اللَّهَ وَ تُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَ تَخْشَى النَّاسَ وَ اللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَ كَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: ومن الدليل على أنه انتصار وتأييد في صورة العتاب قوله بعد:
(فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها) حيث أخبر عن تزويجه إياها كأنه أمر خارج عن إرادة النبي (صلىاللهعليهوآله) واختياره ثم قوله:
(وَ كانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً) .
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(زَوَّجْنََاكَهََا) أي أذنا لك في تزويجها و إنما فعلنا ذلك توسعة على
المؤمنين حتى لا يكون عليهم إثم في أن يتزوجوا أزواج أدعيائهم الذين تبنوهم إذا قضى الأدعياء منهن حاجتهم و فارقوهن فبين سبحانه أن الغرض في ذلك أن لا يجري المتبني في تحريم امرأته إذا طلقها على المتبني مجرى الابن من النسب و الرضاع في تحريم امرأته إذا طلقها على الأب.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.