زُبُر (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
زُبُر:(بِالْبَیِّنَاتِ وَ الزُّبُرِ) هنا لا بدّ من الانتباه إلى أن
«زبر» و هو جمع
(زبور) يعني كتابا أحكمت كتابة مواضيعه، لأن
الزبر أصلا من الكتابة، لا مطلق الكتابة، بل الكتابة المتقنة
المحكمة.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
« زُبُر» نذكر أهمها في ما يلي:
(بِالْبَيِّنَاتِ وَ الزُّبُرِ وَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: متعلق بمقدر يدل عليه ما في
الآية السابقة من قوله:
(وَما أَرْسَلْنا) أي أرسلناهم بالبينات والزبر وهي الآيات الواضحة الدالة على رسالتهم والكتب المنزلة عليهم.
وذلك أن العناية في الآية السابقة إنما هي ببيان كون الرسل بشرا على العادة فحسب فكأنه لما ذكر ذلك اختلج في ذهن السامع أنهم بما ذا أرسلوا؟ فأجيب عنه فقيل: بالبينات والزبر أما البينات فلإثبات رسالتهم وأما الزبر فلحفظ تعليماتهم.
وقيل: هو متعلق بقوله :
(وَما أَرْسَلْنا) أي وما أرسلنا بالبينات والزبر إلا رجالا نوحي إليهم. وفيه أنه لا بأس به في نفسه لكنه مفوت لما تقدم من النكتة.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(بِالْبَيِّنََاتِ وَ اَلزُّبُرِ) العامل فيه
(أَرْسَلْنََا) و التقدير و ما أرسلنا بالبينات و الزبر أي بالبراهين و الكتب إلا رجالا نوحي إليهم و قيل إن في الكلام إضمارا و حذفا و التقدير أرسلناهم بالبينات.
(فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: في المجمع، أن التقطع والتقطيع بمعنى واحد، والزبر بضمتين جمع زبور وهو الكتاب، والكلام متفرع على ما تقدمه، والمعنى أن
الله أرسل إليهم رسله تترى والجميع أمة واحدة لهم رب واحد دعاهم إلى تقواه لكنهم لم يأتمروا بأمره وقطعوا أمرهم بينهم قطعا وجعلوه كتبا اختص بكل كتاب حزب وكل حزب بما لديهم فرحون.
وفي قراءة
ابن عامر (زُبُراً) بفتح الباء وهو جمع زبرة وهي الفرقة، والمعنى وتفرقوا في أمرهم جماعات وأحزابا كل حزب بما لديهم فرحون، وهي أرجح.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(زُبُراً) أي كتبا و هو جمع زبور عن
الحسن و
قتادة و
مجاهد و المعنى تفرقوا في دينهم و جعلوه كتبا دانوا بها و كفروا بما سواها
كاليهود و كفروا
بالإنجيل و
القرآن و
النصارى كفروا بالقرآن و قيل معناه أحدثوا كتبا يحتجون بها لمذهبهم عن
ابن زيد و من قرأ زبرا و هو ابن عامر فمعناه جماعات مختلفة فهي جمع زبرة أي تفرقوا أحزابا و انتصب
(زُبُراً) على الحال من
(أَمْرَهُمْ) و العامل فيه تقطع و قال
الزجاج معناه جعلوا دينهم كتبا مختلفة على قراءة من قرأ زبرا فعلى هذا يكون زبرا مفعولا ثانيا.
(وَ إِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: الضمير للقرآن أو نزوله على
النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) والزبر جمع زبور وهو الكتاب والمعنى وإن خبر القرآن أو خبر نزوله عليك في كتب الماضين من
الأنبياء.
وقيل: الضمير لما في القرآن من
المعارف الكلية أي إن المعارف القرآنية موجودة مذكورة في كتب الأنبياء الماضين.
وفيه أولا: أن
المشركين ما كانوا يؤمنون بالأنبياء وكتبهم حتى يحتج عليهم بما فيها من التوحيد والمعاد وغيرهما، وهذا بخلاف ذكر خبر القرآن ونزوله على النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) في كتب الأولين فإنه حينئذ يكون ملحمة تضطر النفوس إلى قبولها.
وثانيا: أنه لا يلائم الآية التالية.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(لَفِي زُبُرِ اَلْأَوَّلِينَ) أي في كتب الأولين على وجه البشارة به و بمحمد ص لا بمعنى أن الله أنزله على غير
محمد (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) و واحد الزبر زبور و قيل معناه أنه أنزل على سائر الأنبياء من الدعاء إلى التوحيد و العدل و الاعتراف بالبعث و أقاصيص الأمم مثل الذي نزل في القرآن.
(وَ إِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَ بِالزُّبُرِ وَ بِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: البينات هي الآيات المعجزة التي تشهد على حقية الرسل، والزبر جمع زبور ولعل المراد بها بقرينة مقابلتها للكتاب الصحائف والكتب التي فيها ذكر الله تعالى من غير أن تتضمن الأحكام والشرائع، والكتاب المنير الكتاب المنزل من السماء المتضمن للشرائع ككتاب
نوح و
إبراهيم وتوراة
موسى وإنجيل
عيسى (علیهالسلام) ، ومعنى الآية ظاهر.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(وَ بِالزُّبُرِ) أي و بالكتب
(وَ بِالْكِتََابِ اَلْمُنِيرِ) أي الواضح البين و إنما كرر ذكر الكتاب و عطفه على الزبر لاختلاف الصفتين فإن الزبور أثبت في الكتاب من الكتاب لأنه يكون منقرا منقشا فيه كالنقر في الحجر.
(وَ كُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: الزبر
كتب الأعمال وتفسيره باللوح المحفوظ سخيف، والمراد بالصغير والكبير صغير الأعمال وكبيرها على ما يفيده السياق.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(وَ كُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي اَلزُّبُرِ) أي في الكتب التي كتبها الحفظة و هذه إشارة إلى أنهم غير مغفول عنهم عن
الجبائي و قيل معناه أن جميع ذلك مكتوب عليهم في
الكتاب المحفوظ لأنه من أعظم العبرة في علم ما يكون قبل أن يكون على التفصيل.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.