آثارَهُمْ (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
آثارَهُمْ: (مَا قَدَّمُوا وَ آثَارَهُمْ) «آثارَهُمْ» من مادّه
«اثر» إشارة إلى
الأعمال التي تصبح سننا و توجب
الخير و البركات بعد موت
الإنسان، أو تؤدّي إلى
الشرّ و
المعاصي و
الذنوب.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«آثارَهُمْ» نذكر أهمها في ما يلي:
(إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَ نَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَ آثارَهُمْ وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) قال
العلامة الطباطبایي فی
تفسیر المیزان: و المراد بكتابة ما قدموا وآثارهم ثبتها في صحائف أعمالهم وضبطها فيها بواسطة كتبة الأعمال من الملائكة وهذه الكتابة غير كتابة الأعمال وإحصائها في الإمام المبين الذي هو اللوح المحفوظ وإن توهم بعضهم أن المراد بكتابة ما قدموا وآثارهم هو إحصاؤها في الكتاب المبين وذلك أنه تعالى يثبت في كلامه كتابا يحصي كل شيء ثم لكل أمة كتابا يحصي أعمالهم ثم لكل إنسان كتابا يحصي أعماله.
قال(
الشیخ الطبرسي في تفسیره
مجمع البیان):
(إِنّٰا نَحْنُ نُحْيِ اَلْمَوْتىٰ) في القيامة للجزاء
(«وَ نَكْتُبُ مٰا قَدَّمُوا») من طاعتهم و معاصيهم في دار الدنيا عن مجاهد و قتادة و قيل نكتب ما قدموه من عمل ليس أثر
(«وَ آثٰارَهُمْ») أي ما يكون له أثر عن الجبائي و قيل يعني بآثارهم أعمالهم التي صارت سنة بعدهم يقتدى فيها بهم حسنة كانت أم قبيحة و قيل معناه و نكتب خطاهم إلى المسجد و سبب ذلك ما رواه أبو سعيد الخدري أن بني سلمة كانوا في ناحية المدينة فشكوا إلى رسول الله (صلّىاللّهعليهوآله) بعد منازلهم من المسجد و الصلاة معه فنزلت الآية و في الحديث عن أبي موسى قال
«قال رسول الله (صلّىاللّهعليهوآله) إن أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم» رواه البخاري و مسلم في الصحيح .
«
(وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنٰاهُ فِي إِمٰامٍ مُبِينٍ)» أي و أحصينا و عددنا كل شيء من الحوادث في كتاب ظاهر و هو اللوح المحفوظ و الوجه في إحصاء ذلك فيه اعتبار الملائكة به إذ قابلوا به ما يحدث من الأمور و يكون فيه دلالة على معلومات الله سبحانه على التفصيل و قيل أراد به صحائف الأعمال و سمي ذلك مبينا لأنه لا يدرس أثره عن الحسن.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي