أَزْواج (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
اَزْواج: (ثَمَانِیَةَ اَزْواجٍ مِّنَ الضَّاْنِ اثْنَیْنِ) أزواج جمع
«زوج» تعني في اللغة ما يقابل الفرد، و لكن يجب الانتباه إلى أنّه ربّما يراد منه مجموع الذكر و الأنثى، و ربّما يطلق على كل واحد من
الزوجين، و لهذا يطلق على الذكر و الأنثى معا:
زوجين، و استعمال لفظ
الأزواج الثمانية في الآية إشارة إلى الذكور الأربعة من الأصناف الأربعة، و الإناث الأربع من تلك الأصناف.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«أَزْواج» نذكر أهمها في ما يلي:
(ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ نَبِّؤُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: والأزواج جمع زوج، ويطلق الزوج على الواحد الذي يكون معه آخر وعلى الاثنين، وأنواع
الأنعام المعدودة أربعة: الضأن والمعز والبقر والإبل، وإذا لوحظ تذكرا وأنثى كانت ثمانية أزواج.
والمعنى: أنشأ ثمانية أزواج من الضأن زوجين اثنين هما الذكر والأنثى ومن المعز زوجين اثنين كالضأن قل آلذكرين من الضأن والمعز حرم
الله أم الأنثيين منهما أم حرم ما اشتملت عليه أرحام الأنثيين من الضأن والمعز نبئوني ذلك بعلم إن كنتم صادقين.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(ثَمََانِيَةَ أَزْوََاجٍ) و تقديره و أنشأ ثمانية أزواج أنشأ.
(سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَ مِمَّا لَا يَعْلَمُونَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: إنشاء لتنزيهه تعالى، لما ذكر عدم شكرهم له على ما خلق لهم من أنواع النبات ورزقهم من الحبوب والأثمار، وإنما عمل ذلك بتزويج بعض النبات بعضا كما قال:
(وَ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) أشار إلى ما هو أعظم وأوسع من خلق أزواج النبات وهو خلق الأزواج كلها وتنظيم العالم المشهود باستيلاد كل شيء من فاعل ومنفعل قبله هما أبواه كالذكر والأنثى من
الإنسان، الحيوان والنبات، وكل فاعل ومنفعل يتلاقيان فينتجان بتلاقيهما أمرا ثالثا، أشار تعالى إلى ذلك فنزه نفسه بقوله:
سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها إلخ. فقوله:
(سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها) إنشاء تسبيح على ما يعطيه السياق لا إخبار.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(سُبْحََانَ اَلَّذِي خَلَقَ اَلْأَزْوََاجَ كُلَّهََا) أي تنزيها و تعظيما و براءة عن السوء للذي خلق الأصناف و الأشكال من الأشياء فالحيوان على مشاكلة الذكر للأنثى و كذلك النخل و الحبوب إشكال و التين و الكرم و نحوهما إشكال فلذلك.
(هُمْ وَ أَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: الظلال جمع ظل وقيل جمع ظلة بالضم وهي السترة من الشمس من سقف أو شجر أو غير ذلك، والأريكة كل ما يتكأ عليه من وسادة أو غيرها. والمعنى: هم أي أصحاب الجنة وأزواجهم من حلائلهم
المؤمنات في
الدنيا أو من الحور العين في ظلال أو أستار من الشمس وغيرها متكئون على الأرائك اتكاء الأعزة.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(هُمْ وَ أَزْوََاجُهُمْ) أي هم و حلائلهم في الدنيا ممن وافقهم على
إيمانهم في أستار عن وهج الشمس و سمومها فهم في مثل تلك الحال الطيبة من الظلال التي لا حر فيها و لا بردو قيل أزواجهم اللاتي زوجهم الله من الحور العين.
(احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَ أَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: الظاهر أن المراد به قرناؤهم من
الشياطين. وقيل : المراد بالأزواج الأشباه والنظائر فأصحاب الزنا يحشرون مع أصحاب الزنا وأصحاب الخمر مع أصحاب الخمر وهكذا.
وفيه أن لازمه أن يراد بالذين ظلموا طائفة خاصة من أصحاب كل معصية واللفظ لا يساعد عليه على أن ذيل الآية لا يناسبه.
وقيل : المراد بالأزواج نساؤهم الكافرات وهو ضعيف كسابقه.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(وَ أَزْوََاجَهُمْ) أي و أشباههم عن
ابن عباس و
مجاهد و مثله
(وَ كُنْتُمْ أَزْوََاجاً ثَلاََثَةً) أي أشباها و أشكالا ثلاثة فيكون المعنى أن صاحب الزنا يحشر مع أصحاب الزنا و صاحب الخمر مع أصحاب الخمر إلى غيرهمو قيل و أشياعهم من
الكفار عن قتادة و قيل و أزواجهم المشركات كأنه قال احشروا
المشركين و المشركات عن الحسن و قيل و أتباعهم على الكفر و نظراؤهم و ضرباؤهم.
(وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: أي زوجا زوجا من ذكر وأنثى لتجري بينكم سنة التناسل فيدوم بقاء النوع إلى ما شاء الله.
وقيل: المراد به الإشكال أي كل منكم شكل للآخر. وقيل: المراد به الأصناف أي أصنافا مختلفة كالأبيض والأسود والأحمر والأصفر إلى غير ذلك، وقيل: المراد به خلق كل منهم من منيين مني الرجل ومني المرأة وهذه وجوه ضعيفة.
قيل: الالتفات في الآية من الغيبة إلى الخطاب للمبالغة في الإلزام والتبكيت.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(وَ خَلَقْنََاكُمْ أَزْوََاجاً) أي أشكالا كل واحد شكل للآخر و قيل معناه ذكرانا و إناثا حتى يصح منكم التناسل و يتمتع بعضكم ببعض و قيل أصنافا أسود و أبيض و صغيرا و كبيرا إلى غير ذلك.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.