الوحي في إصطلاح الحكماء عبارة عن الواقع في الباطن بغير حيلة الاستدلال، و تمحّل التّعلّم و الاجتهاد ينقسم إلى ما لا يدري الإنسان أنّه كيف حصل، و من أين حصل، و إلى ما يطّلع معه على السّبب الّذي منه استفيد ذلك العلم، و هو مشاهدة الملك الملقي، و العقل الفعّال للعلوم في النّفوس. فالأوّل يسمّى إلهاما و نفثا في الرّوع، و الثّاني يسمّى وحيا، و يختصّ به الأنبياء.
يفيض من العقل الفعّال على العقل المنفعل، القوّة الّتي بها يمكن أن يوقف الإنسان على تحديد الأشياء و الأفعال و تسديدها نحو السّعادة بهذه الإضافة الكائنة من العقل الفعّال على العقل المنفعل، بأن يتوسّط بينهما العقل المستفاد. و هو الوحي.
لا يبعد وجود نفس قويّة يتّصل بالعقول و النّفوس الفلكيّة و تدرك ما عندهما من المغيبات على وجه كلّي، فتحاكيها المتخيّلة بصور جزئيّة مناسبة لها كمحاكاة الخيرات و الفضائل بصور جميلة، و محاكاتها الشّرور و الرّذائل بأضدادها، ثمّ ينزّل منها إلى الحسّ المشترك فتصير مشاهدة محسوسة لصفاء الحسّ المشترك لقوّة النّفس على استخلاصها عن تعلّقات الحواسّ الظّاهرة، كما يقع الاستخلاص في حالة النّوم، أي هذه الحالة يقع في حالة اليقظة. و هي الوحي إن كان صاحب النّفس نبيّا.
الواقع في الباطن بغير حيلة الاستدلال، و تمحّل التّعلّم و الاجتهاد ينقسم إلى ما لا يدري الإنسان أنّه كيف حصل، و من أين حصل، و إلى ما يطّلع معه على السّبب الّذي منه استفيد ذلك العلم، و هو مشاهدة الملك الملقي، و العقل الفعّال للعلوم في النّفوس. فالأوّل يسمّى إلهاما و نفثا في الرّوع، و الثّاني يسمّى وحيا، و يختصّ به الأنبياء.