رزق (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
رزق:(مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمآءِ) «الرزق» يعني العطاء و البذل المستمر، و لما كان الواهب لكل المواهب في الحقيقة هو
اللّه سبحانه، فإنّ
«الرازق» و
«الرزّاق» بمعناهما الحقيقي لا يستعملان إلّا فيه فقط، و إذا استعملت هذه الكلمة في حق غيره فلا شك أنّها من باب المجاز.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«رزق» نذكر أهمها في ما يلي:
(قُل مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: الرزق هو العطاء الجاري، ورزقه تعالى للعالم الإنساني من السماء هو نزول الأمطار و الثلوج و نحوه، ومن الأرض هو بإنباتها نباتها و تربيتها الحيوان ومنهما يرتزق
الإنسان، وببركة هذه
النعم الإلهية يبقى النوع الإنساني و المراد بملك السمع و الأبصار كونه تعالى متصرفا في
الحواس الإنسانية التي بها ينتظم له أنواع التمتع من الأرزاق المختلفة التي أذن
الله تعالى أن يتمتع بها فإنما هو يشخص و يميز ما يريده مما لا يريده بإعمال السمع و البصر و اللمس و الذوق و الشم فيتحرك نحو ما يريده، و يتوقف أو يفر مما يكرهه بها. فالحواس هي التي تتم بها فائدة
الرزق الإلهي، وإنما خص السمع و البصر من بينها بالذكر لظهور آثارهما في الأعمال الحيوية أكثر من غيرهما، و الله سبحانه هو الذي يملكهما و يتصرف فيهما بالإعطاء و المنع و الزيادة و النقيصة.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان:
(مَنْ يَرْزُقُكُمْ) أي من يخلق لكم الأرزاق.
(وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: فيعود المعنى إلى أن كل دابة من دواب الأرض على الله أن يرزقها ـ ولن تبقى بغير رزق ـ فهو تعالى عليم بها خبير بحالها أينما كانت فإن كانت في مستقر لا تخرج منه كالحوت في الماء و كالصدف فيما وقعت و استقرت فيه من الأرض رزقها هناك وإن كانت خارجة من مستقرها وهي في مستودع ستتركه إلى مستقرها كالطير في الهواء أو كالمسافر الغارب عن وطنه أو كالجنين في الرحم رزقها هناك و بالجملة هو تعالى عالم بحال كل دابة في الأرض و كيف لا وعليه تعالى رزقها و لا يصيب الرزق المرزوق إلا بعلم من الرازق بالمرزوق و خبرة منه بما حل فيه من محل دائم أو معجل ومستقر أو مستودع.
قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان:
(إِلاََّ عَلَى اَللََّهِ رِزْقُهََا») أي إلا و الله سبحانه يتكفل برزقها و يوصله إليها على تقتضيه المصلحة و توجبه
الحكمة.
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَ كُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَ إِلَيْهِ النُّشُورُ) قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: و المعنى: هو الذي جعل الأرض مطاوعة منقادة لكم يمكنكم أن تستقروا على ظهورها و تمشوا فيها تأكلون من رزقه الذي قدره لكم بأنواع الطلب و التصرف فيها.
قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان:
(وَ كُلُوا مِنْ رِزْقِه)أي كلوا مما أنبت الله في الأرض و الجبال من الزروع و الأشجار حلالا
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.