رَفَثَ (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
رَفَثَ:(لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ) «رفث» بالأصل بمعنى الكلام و الحديث المتضمنّ ذكر بعض الأمور القبيحة أعمّ من الأمور الجنسيّة أو مقدّماتها، ثمّ بات كناية عن الجماع، و لكنّ البعض ذهبوا إلى أنّ مفردة
(رفث) لا تطلق على هذا النوع من الكلام إلّا في حضور النساء، فلو كان الحديث في غياب النساء فلا يسمّى
بالرّفث.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«رَفَثَ» نذكر أهمها في ما يلي:
(أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَ عَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَ ابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَ كُلُواْ وَ اشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَ لاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَ أَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) قال
العلامة الطباطبائي في
تفسير الميزان: و الرفث هو التصريح بما يكنى عنه مما يستقبح ذكره، من الالفاظ التي لا تخلو عنها مباشرة النساء، وقد كني به هيهنا عن عمل الجماع و هو من أدب
القرآن الكريم و كذا سائر الالفاظ المستعملة فيه في القرآن كالمباشرة و الدخول و المس و اللمس و الاتيان و القرب كلها ألفاظ مستعملة على طريق التكنية، وكذا لفظ الوطئ و الجماع و غيرهما المستعملة في غير القرآن ألفاظ كنائية و إن اخرج كثرة الاستعمال بعضها من حد الكناية إلى التصريح، كما ان الفاظ الفرج و الغائط بمعناهما المعروف اليوم من هذا القبيل، و تعدية الرفث بألى لتضمينه معنى الافضاء على ما قيل.
قال
الطبرسي في
تفسير مجمع البيان:
(أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ اَلصِّيََامِ اَلرَّفَثُ إِلىََ نِسََائِكُمْ) أي الجماع و قال
ابن عباس أن
الله سبحانه حيي يكني بما شاء أن الرفث و اللباس و المباشرة و الإفضاء هو الجماع و قال
الزجاج الرفث هو كلمة جامعة لكل ما يريد الرجل من المرأة و هذا يقتضي تحريما متقدما أزيل عنهم و المراد بليلة الصيام الليلة التي يكون في غدها الصوم و روي عن
أبيجعفر و
أبيعبدالله كراهية الجماع في أول ليلة من كل شهر إلا أول ليلة من
شهر رمضان فإنه يستحب ذلك لمكان
الآية و الأشبه أن يكون المراد به ليالي الشهر كله و إنما وحده لأنه اسم جنس يدل على الكثرة.
(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَ لاَ فُسُوقَ وَ لاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَ مَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَ تَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَ اتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ) قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: و الرفث كما مر مطلق التصريح بما يكنى عنه، و الفسوق هو الخروج عن الطاعة و الجدال المراء في الكلام، لكن السنة فسرت الرفث بالجماع ، و الفسوق، بالكذب، و الجدال بقول لا و
الله و بلى و الله.
قال الطبرسي في تفسير مجمع البيان:
(فَلاََ رَفَثَ) كني بالرفث عن الجماع هاهنا عند أصحابنا و هو قول
ابن مسعود و
قتادة و قيل هو مواعدة الجماع و التعريض للنساء به عن
ابن عباس و
ابن عمر و
عطا و قيل هو الجماع و التعريض له بمداعبة أو مواعدة عن
الحسن.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.