أَبَد (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
ابد و امد: (یَجْعَلُ لَهُ رَبِّی اَمَداً) «أمد»: على وزن (صمد) و تعني
الزمان، و على ما يقوله
الراغب في
مفرداته: إنّ هناك اختلافا بين الزمان و الأمد، فالزمان يشمل الابتداء و الانتهاء، و أمّا الأمد فإنّها الغاية التي ينتهي إليها. و قيل أيضا بتقارب المعنى في الأمد و الأبد مع اختلاف، و هو أنّ الأبد يراد به المدّة غير المحدودة، و أمّا الأمد فهي المدّة المحدودة و إن طالت.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«أَبَد» نذكر أهمها في ما يلي:
(قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: الأمد الغاية التي ينتهي إليها، و الآية بمنزلة دفع دخل تقتضيه حالهم كأنهم لما سمعوا الوعيد قالوا: متى يكون ذلك فقيل له:
(قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ) قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً) أي مهلة و غاية ينتهي إليها قال عطاء أراد أنه لا يعرف يوم
القيامة إلا
الله وحده.
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: السرمد على فعلل بمعنى الدائم، وقيل : هو من السرد والميم زائدة و معناه المتتابع المطرد، و تقييده بيوم القيامة إذ لا ليل بعد يوم القيامة.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(أَ رَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اَللََّهُ عَلَيْكُمُ اَللَّيْلَ سَرْمَداً) أي دائما
(إِلىََ يَوْمِ اَلْقِيََامَةِ) لا يكون معه نهار.
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: أي تستريحون فيه مما أصابكم من تعب
السعي للمعاش. و قوله:
(أَفَلا تُبْصِرُونَ) أي إبصار تفهم وتذكر وإذ لم يبصروا ولم يسمعوا فهم عمي صم، و من اللطيف تذييل الآيتين بقوله :
(أَفَلا تَسْمَعُونَ) (أَفَلا تُبْصِرُونَ) ولعل آية النهار خص بالإبصار لمناسبة ضوء النهار الإبصار وبقي السمع لآية الليل و هو لا يخلو من مناسبة معه.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(أَ رَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اَللََّهُ عَلَيْكُمُ اَلنَّهََارَ سَرْمَداً) أي دائما
(إِلىََ يَوْمِ اَلْقِيََامَةِ ) لا يكون معه ليل
(مَنْ إِلََهٌ غَيْرُ اَللََّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ) أي تستريحون فيه من الحركة و النصب
(أَ فَلاََ تُبْصِرُونَ) أي أ فلا تعلمون من البصيرة و قيل أ فلا تشاهدون الليل و النهار و تتدبرون فيهما فتعلموا أنهما من صنع مدبر حكيم.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.