أَرْذَل (لغاتالقرآن)
احفظ هذه المقالة بتنسيق PDF
أَرْذَل: (یُرَدُّ اِلی اَرْذَلِ الْعُمُرِ) «أرذل»: من
(رذل) بمعنى الحقارة و عدم المرغوبية، و المقصود من «
أرذل العمر»: السنين المتقدمة جدّا من عمر
الإنسان حيث الضعف و النسيان، و لا يستطيع تأمين احتياجاته الأولية، و لهذا سماها القرآن
بأرذل العمر، و قد اعتبر بعض
المفسّرين أنّها تبدأ من عمر (۷۵) عامّا، و بعض آخر من (۹۰) و آخرون اعتبروها من (۹۵). و الحق أنّها لا تحدد بعمر، و إنّما تختلف من شخص لآخر.
و قد قدم المفسرون للقرآن الكريم تفاسير مختلفة لأيضاح معني
«أَراذِل» نذكر أهمها في ما يلي:
(وَ اللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَ مِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) قال
العلامة الطباطبائي فی
تفسیر المیزان: إلخ، الأرذل اسم تفضيل من الرذالة وهي الرداءة والرذل الدون والرديء، والمراد بأرذل العمر بقرينة.
قال
الطبرسي فی
تفسیر مجمع البیان:
(وَ مِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلىََ أَرْذَلِ اَلْعُمُرِ) أي أدون العمر و أوضعه أي يبقيه حتى يصير إلى حال الهرم و الخرف فيظهر النقصان في جوارحه و حواسه و عقله و رووا عن
علي (علیهالسلام) أن أرذل العمر خمس و سبعون سنة و روي في مثل ذلك عن
النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلّم) و عن
قتادة تسعون سنة.
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ)قال العلامة الطباطبائي فی تفسیر المیزان: المقابلة بين الجملتين تدل على تقيد الأولى بما يميزها من الثانية والتقدير ومنكم من يتوفى من قبل أن يرد إلى أرذل العمر، والمراد بأرذل العمر أحقره وأهونه وينطبق على حال الهرم فإنه أرذل الحياة إذا قيس إلى ما قبله.
قال الطبرسي فی تفسیر مجمع البیان:
(وَ مِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلىََ أَرْذَلِ اَلْعُمُرِ) أي أسوأ العمر و أخبثه عند أهله و قيل أحقره و أهونه و هي حال الخوف و إنما صار أرذل العمر لأن الإنسان لا يرجو بعده صحة و قوة و إنما يرتقب الموت و الفناء بخلاف حال الطفولية و الضعف الذي يرجى له الكمال و التمام بعدها.
• فريق البحث ويكي الفقه القسم العربي.